كتب:علي تحسين فرحان
يُعد السيد محمد محمد صادق الصدر (1943–1999) أحد أبرز الشخصيات الدينية والسياسية في العراق الحديث، وعُرف بمواقفه الشجاعة في مواجهة النظام الدكتاتوري البعثي الذي حكم العراق لعقود. وقف الصدر موقف الرافض للطغيان، مدافعًا عن حقوق المظلومين ومطالبًا بالإصلاح والعدالة الاجتماعية والسياسية.
مقاومته للظلم والدكتاتورية
في ظل حكم صدام حسين، تعرض الشعب العراقي، خصوصًا أبناء الطائفة الشيعية، إلى اضطهاد واسع وقمع دموي. تميز السيد الصدر عن بقية العلماء بأنه لم يلتزم الصمت كما فعل كثيرون، بل صدع بالحق علنًا رغم التهديدات الخطيرة.
خطواته البارزة:
الخطاب العلني: ألقى سلسلة خطب جمعة جريئة في مسجد الكوفة، ندد فيها بالفساد السياسي وظلم الحاكم، وطالب برفع الظلم عن الفقراء والمستضعفين.
التواصل مع الشعب: أعاد الحياة الدينية والاجتماعية إلى النجف الأشرف، وتواصل مباشرة مع عامة الناس، مخالفًا سياسة العزل المفروضة آنذاك على رجال الدين.
تأسيس الحوزة الناطقة: دعا إلى إنشاء "حوزة علمية ناطقة" بدلاً من الحوزة الصامتة التي تخشى النظام، مما أثار غضب السلطة البعثية.
استشهاده
في عام 1999، اغتالته أيادي النظام البعثي الغادر مع اثنين من أبنائه (مصطفى ومؤمل) في كمين مدبر، بعد أن أصبح رمزًا حيًا للمقاومة وكلمة حق تهدد عرش الطغيان.
أثره بعد استشهاده
تحول السيد الصدر إلى رمز للمقاومة والصمود في وجه الدكتاتورية. ألهمت أفكاره وخطاباته حركات المعارضة، وأسهمت لاحقًا في خلق حالة من الوعي الشعبي الذي كان من العوامل المساهمة في إسقاط النظام في 2003.
جسد السيد محمد محمد صادق الصدر بمواقفه وأفعاله معاني الإباء والرفض للظلم، ولم يخشَ بطش الطغاة، مما جعله رمزًا خالدًا في تاريخ العراق الحديث، ومثالاً يُحتذى به لكل من ينشد الحرية والكرامة.