بغداد - خاص (وكالة بغداد الإخبارية)- أصبحت ظاهرة انتشار مواقف السيارات غير الرسمية في شوارع العاصمة بغداد قضية تؤرق السائقين والمواطنين بشكل عام. على الرغم من محاولات الأجهزة الأمنية وأمانة بغداد القضاء على هذه الظاهرة، فإنها تواصل الانتشار بشكل متسارع في معظم الأحياء والشوارع الرئيسية، مما يثير استياء كبيراً بين الأهالي.
وفي مناشدات وردت لـ #بغداد_الاخبارية، أكد المواطن علي أحمد، وهو موظف حكومي، أن المواقف العشوائية باتت تفرض مبالغ مالية كبيرة على السائقين. وقال: “كل يوم أُفاجأ بأشخاص يدعون أنهم يمتلكون الحق في إدارة الشارع، ويطلبون مني دفع مبلغ يصل أحياناً إلى 10 آلاف دينار مقابل ركن سيارتي. وإذا طلبت إيصالاً أو ضماناً، يتم تجاهلي أو رفض طلبي بشكل صريح”.
من جانبها، تحدثت أم محمد، ربة منزل، عن معاناتها أثناء التسوق في منطقة الكرادة، قائلة: “اضطررت إلى إيقاف سيارتي في أحد الأزقة، وفوجئت عند عودتي بمطالبة أحد الأشخاص بمبلغ كبير مقابل السماح لي بركن السيارة. وعندما رفضت الدفع، هددني بعدم السماح لي بالوقوف في المنطقة مجدداً. لا أستطيع فهم سبب عدم اتخاذ السلطات إجراءات ضد هذه الظاهرة”.
وأشار العديد من المواطنين إلى أن هذه المواقف العشوائية تمثل “ابتزازاً علنياً” للمواطنين، حيث يتم الاستيلاء على المساحات العامة وتحويلها إلى مصدر دخل غير مشروع. وبرغم وجود دوريات أمنية تشرف على هذه المناطق، إلا أن الظاهرة تزداد يوماً بعد يوم، مما يعكس عجزاً في تطبيق القانون.
سائق الأجرة عمر سامي، أكد في حديثه لـ”بغداد الإخبارية” أن المواقف العشوائية أصبحت جزءاً من عمله اليومي، قائلاً: “أدفع هذه المبالغ اليومية للحصول على مكان لركن السيارة. وإذا رفضت الدفع، أتعرض للتهديدات من الأشخاص المسؤولين عن المواقف، خاصة في المناطق التجارية المزدحمة”.
وتُعتبر هذه الظاهرة مؤشراً على غياب الرقابة في الأماكن العامة، حيث لا يقدم مسؤولو هذه المواقف أي ضمانات لحماية المركبات. محمد كريم، طالب جامعي، تحدث عن معاناته قائلاً: “قبل أسبوعين تعرضت سيارتي لضرر أثناء ركنها في أحد هذه المواقف. عندما طالبت المسؤول بتعويض، رد عليّ قائلاً إنني أركن على مسؤوليتي الخاصة. هذا غير مقبول، نحن ندفع الأموال ولم نحصل على أي حماية لسياراتنا”.
وفي ظل هذه المعاناة، طالب المواطنون الجهات المختصة، خصوصاً أمانة بغداد ووزارة الداخلية، بتدخل سريع للقضاء على هذه الظاهرة. واقترح البعض تنظيم المواقف في الأماكن الحيوية برسوم رمزية وإخضاعها للرقابة الصارمة لضمان حقوق السائقين وحمايتهم.
من جهتها، أكدت أمانة بغداد على استمرار حملاتها لإزالة هذه المواقف العشوائية، مشيرة إلى أنها تعمل على تنفيذ خطط أكثر فاعلية بالتعاون مع الجهات الأمنية. ورغم هذه الجهود، يبقى المواطنون في انتظار نتائج ملموسة تضمن القضاء على هذه التجاوزات التي تهدد راحة السكان وسلامة مركباتهم.
#بغداد #كراجات_عشوائية #أمانة_بغداد #بغداد_الإخبارية