في صرخة مدوّية من على منبر مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في فرنسا، حذّر رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد من أزمة مائية خانقة تهدد العراق، مشيرًا إلى الانحسار المتسارع في مياه نهري دجلة والفرات وتراجع الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع.
وقال رشيد في مؤتمر تابعته #بغداد_الاخبارية ، إن هذا التراجع لم يعد مجرد قضية بيئية، بل أصبح يضرب صميم الأمن الوطني والاجتماعي، متسببًا بزيادة موجات النزوح الداخلي والخارجي، وتراجع مساهمة الزراعة في دعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف رئيس الجمهورية، في كلمة حملت نبرة تحذيرية واضحة، أن العراق يدفع ثمناً باهظاً لغياب اتفاقيات منصفة في تقاسم المياه، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وتفعيل التعاون الإقليمي والدولي من أجل إنقاذ الأنهر والبحيرات المشتركة.
وشدد على أن التحديات المناخية لم تعد تحتمل التراخي، بل تتطلب تحركاً عاجلاً، مدعوماً بالعلم والتمويل الحقيقي، من أجل حماية الموارد المائية التي لم تعد فقط شأناً بيئياً، بل قضية أمن دولي وإنساني مصيرية.
واختتم رشيد بالدعوة إلى خطة عمل عالمية ترتكز على اتفاقية أعالي البحار، وتشجع على شراكات فعلية بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مع تأكيده على ضرورة دمج جهود وزارات المياه والبيئة والاقتصاد الأزرق لمواجهة هذه الأزمة الوجودية.