العراقيون يستقبلون الأضحى بقلوب مثقلة وجيوب فارغة
خاص — بغداد الاخبارية
في زحمة التهاني وصور الأضاحي المتداولة على مواقع التواصل، يمر عيد الأضحى هذا العام ثقيلاً على كاهل آلاف العائلات العراقية، حيث لم تعد رائحة العيد تحمل بهجة الطفولة، بل عبء الأسعار، والرواتب المؤجلة، وهمّ متطلبات الحياة اليومية.
تتجول أم مصطفى في سوق مزدحم ببغداد، تتأمل أسعار الملابس للأطفال، تحاول أن تُرضي أبناءها بما استطاعت إليه سبيلاً، ثم تهمس بحزن "هذا أول عيد ما أقدر أشتري فيه شيء جديد ، كلشي غالي، والراتب ما يكفي ."
هي ليست وحدها، بل واحدة من آلاف الأمهات اللواتي يخفين دمعتهن خلف ابتسامة مصطنعة، فقط ليبدو العيد طبيعياً في عيون صغارهن.
كما أن الموظفين بعضهم بلا رواتب واخرين لا يكفيهم الراتب ، أما أصحاب الدخل المحدود يواجهون ارتفاعاً جنونياً في أسعار اللحوم والمواد الغذائية ، وبينما تحوّلت الأضحية إلى حلم بعيد المنال، غابت الموائد العامرة لتحل مكانها وجبات متواضعة وصمتٌ ثقيل.
أعياد مؤجلة بانتظار فرحة حقيقية لم يعد العيد في العراق مناسبة للاحتفال بقدر ما أصبح اختباراً للصبر والكرامة ،كثيرون فضلوا البقاء في منازلهم، هرباً من الحرج أو العجز عن مجاراة طقوس العيد في الشوارع، قلة من الأطفال بملابس جديدة، ووجوه منهكة لأرباب أسر يعيدون حساباتهم بين الدخل المحدود واحتياجات لا تنتهي.
" كل شيئ تغيير الا وجعنا " عبارة قالها أبو محمد، موظف حكومي من الموصل، وهو يقف أمام محل أحذية ينظر للأسعار ثم يمضي دون شراء "العيد مو بس ملابس وأكل ، العيد راحة نفس، وسكينة قلب، واحنا فاقدينها من سنين."
ورغم كل الألم، لا يزال العراقيون يتشبثون بشعور الأمل، ويتبادلون التهاني، ويزيّنون بيوتهم بما تيسّر فالعيد، وإن مرّ مثقلاً بالهموم، يبقى لحظة رمزية للتشبث بالحياة، ومحاولة لرسم بسمة صغيرة على وجه وطنٍ أثقلته الجراح.
"العيد الحقيقي سيكون يوم نعيش بكرامة.. يوم نحس إننا بشر، مش أرقام في كشوفات الرواتب أو ضحايا للفساد" بهذه الجملة أنهى أحد المواطنين حديثه، وعيونه تلمع بأمل لم يمت بعد.