دولية-بغداد الاخبارية
في خطوة جديدة وجريئة لمكافحة تغير المناخ، يستعد علماء في المملكة المتحدة لإجراء تجارب طموحة تستهدف خفض درجات حرارة الأرض من خلال تقنية “تعتيم الشمس”، والتي تهدف إلى عكس جزء من أشعة الشمس قبل وصولها إلى سطح الكوكب.
ومن المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية قريبًا عن تمويل بقيمة تصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني لدعم تجارب إدارة الإشعاع الشمسي (SRM)، وذلك عقب تخصيص المجلس الوطني لبحوث البيئة 10 ملايين جنيه إسترليني لهذه الغاية في أوائل أبريل.
وتقود هذه الجهود وكالة الأبحاث المتقدمة الحكومية “آريا”، بإشراف البروفيسور مارك سايمز، الذي أوضح أن البرنامج سيتضمن تجارب خارجية صغيرة ومراقبة، تستهدف اختبار تقنيات مثل حقن جزيئات دقيقة في الغلاف الجوي العلوي أو تعزيز سطوع السحب لعكس المزيد من ضوء الشمس.
وقال سايمز: “كل ما نقوم به سيكون آمناً من حيث التصميم، ونحن ملتزمون بالبحث المسؤول، ولن نسمح بإطلاق أي مواد سامة في البيئة”.
تأتي هذه المبادرة وسط تحذيرات مناخية متزايدة، حيث سجّل عام 2024 أعلى درجات حرارة منذ بدء الرصد، متجاوزًا هدف اتفاقية باريس، في حين بلغ متوسط الحرارة في يناير 2025 نحو 1.75 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ويحذر الخبراء من أن استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة يهدد بتجاوز نقاط تحول مناخية خطيرة، مثل انهيار الصفائح الجليدية أو تغير تيارات المحيطات. وقال سايمز في تصريح لصحيفة الغارديان: “الحقيقة المُرّة هي أن مسار الاحترار الحالي قد يؤدي إلى تجاوز عدد من هذه النقاط خلال القرن المقبل”.
وإلى جانب التجارب الميدانية، تخطط “آريا” لدعم النماذج الحاسوبية، والاختبارات المعملية، ومراقبة المناخ، بالإضافة إلى دراسة موقف الرأي العام من تقنيات الهندسة الجيولوجية.
تظل هذه التقنيات مثار جدل عالمي، لكنها قد تمثل حلاً مؤقتًا لتجنب أسوأ السيناريوهات المناخية إذا لم تُحقق الجهود الحالية في تقليل الانبعاثات النتائج المرجوة.