تقرير:زهراء هيثم
في عالم يملؤه الصراعات والأزمات، يبرز بعض الأشخاص كنماذج مضيئة تعكس روح الإنسانية من بين هؤلاء الدكتور محمد طاهر أبو رغيف، الجراح العراقي المعروف بلقب “طبيب المعجزة”، والذي قدم نموذجًا فريدًا في العطاء الطبي داخل قطاع غزة.
رحلة إنسانية فريدة
الدكتور أبو رغيف، وهو جراح بريطاني من أصول عراقية، تخرج في كلية الطب في بريطانيا، حيث تخصص في جراحة الرضوض والأطراف العلوية والأعصاب الطرفية بفضل مهاراته الطبية المتقدمة، استطاع أن يترك بصمة واضحة في قطاع غزة، حيث تطوع ضمن وفد طبي تابع لمؤسسة “فجر سينتفيك” عام 2024، بهدف تقديم الرعاية الصحية للمصابين هناك.
خلال مهمته التي استمرت أكثر من ستة أشهر، أجرى ما يزيد عن 300 عملية جراحية معقدة، وساهم في علاج أكثر من 1200 مصاب، رغم الظروف الصعبة ونقص الموارد الطبية.
إنقاذ طفلة وإعادة الأمل
من أبرز إنجازاته الطبية الناجحة كانت إعادة زرع ذراع طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، أصيبت نتيجة قصف إسرائيلي على محافظة دير البلح. تمكن الدكتور أبو رغيف من إنقاذ الطرف المبتور، الذي كان مدفونًا تحت الركام لعدة أيام، قبل أن ينجح في إعادة زراعته وإنقاذ حياة الطفلة. هذه العملية المعقدة أكسبته عن جدارة لقب “طبيب المعجزة”.
مستشفى عراقي في غزة
إلى جانب جهوده الطبية المباشرة، كشف الدكتور أبو رغيف عن خططه لتأسيس مستشفى عراقي في غزة، يهدف إلى تعزيز القطاع الصحي وتقديم خدمات طبية مستدامة للسكان المحليين، ما يعكس رؤيته بعيدة المدى لدعم النظام الصحي في القطاع.
تكريم وتقدير وطني
بعد انتهاء مهمته الرسمية، قرر الدكتور أبو رغيف البقاء في غزة بمبادرة شخصية، لمواصلة تقديم الرعاية الصحية للمصابين وعند عودته إلى العراق، حظي بتكريم واسع، حيث استقبله المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، تقديرًا لجهوده الإنسانية المتميزة، وتم منحه لقب “سفير الإنسانية”.
نموذج يحتذى به
يجسد الدكتور محمد طاهر أبو رغيف نموذجًا مشرفًا للطبيب الإنساني الذي يضع الواجب الأخلاقي والمهني فوق أي اعتبار فقد أثبت أن النجاح في المجال الطبي لا يتعارض مع العمل الخيري، بل يمكن أن يكون وجهين لرسالة واحدة تهدف إلى إنقاذ الأرواح ونشر الأمل في أكثر الأماكن احتياجًا.