بغداد – خاص (وكالة بغداد الإخبارية)- رغم حلول فصل الشتاء الذي يُفترض أن يخفف من حدة الأحمال على منظومة الكهرباء الوطنية في العراق، إلا أن معاناة المواطنين مع انقطاع الكهرباء ما زالت مستمرة، مما يعكس أزمة هيكلية عميقة في القطاع، طالما كانت حاضرة في صيف كل عام، لكنها الآن تمتد لتطغى حتى على مواسم البرد.
ما جعل عموم المواطنين يعبرون عن استيائهم البالغ من استمرار تدهور وضع الكهرباء، مشيرين إلى أن الاعتماد على المولدات الأهلية أصبح الخيار الوحيد أمامهم لمواجهة الانقطاعات المتكررة. وأكدوا أن عجز الدولة عن إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة المتكررة ينذر باندلاع تظاهرات واسعة، خاصة مع اقتراب موسم صيف قد يكون أشد حرارة وغضباً من السابق.
أحد المواطنين تحدث لمراسل #بغداد_الاخبارية قائلا:“كل الوعود التي تقدمها الحكومة لا تتناسب مع حجم الطموح. الوضع يتدهور أكثر، ورغم الميزانيات الضخمة والتطور التكنولوجي، لا تزال الكهرباء الوطنية عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.”
أشار آخرون إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في نقص الوقود أو تعطل المحطات، بل تتعلق بغياب الإدارة الرشيدة واستشراء الفساد في القطاع. وأضافوا أن استيراد الغاز من دول الجوار، وخاصة إيران، لم يقدم حلولاً مستدامة للأزمة.
في هذا السياق اعرب مواطن عن استياءه، “نحن في عام 2024، ومع ذلك نعاني من منظومة متهالكة. السبب الحقيقي ليس نقص الموارد، بل وجود حيتان الفساد التي تعطل تطوير القطاع، رغم الميزانيات الهائلة التي تُخصص للكهرباء سنوياً.”
من جهتها، أكدت وزارة الكهرباء أن انخفاض إنتاج الطاقة مؤخراً جاء نتيجة تقليص إمدادات الغاز المستورد من إيران، لكنها أشارت إلى أن الإنتاج سيعود إلى مستوياته الطبيعية خلال الأيام المقبلة مع استئناف تدفق الغاز الإيراني.
وأضافت الوزارة في بيان مقتضب “نواصل العمل على تحسين المنظومة، لكن هناك تحديات كبيرة خارجة عن إرادتنا. عودة إنتاج الغاز ستسهم في رفع القدرة الإنتاجية وتشغيل المحطات بكفاءة أكبر.”
وفي ظل استمرار الأزمة، تتزايد المخاوف من خروج احتجاجات واسعة النطاق، قد تكون مشابهة لما حدث في الأعوام السابقة، خاصة في ظل فقدان الثقة بقدرة الحكومة على إيجاد حلول جذرية.
ويرى المراقبون أن معالجة أزمة الكهرباء تتطلب رؤية استراتيجية واضحة، تركز على الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية الحالية، والقضاء على الفساد الذي يستنزف الموارد دون تحقيق أي تقدم ملموس.
#الكهرباء #العراق #بغداد_الإخبارية