تشرين في ميزان الشارع العراقي بعد مرور خمسة أعوام على إنطلاقتها
خاص - بغداد الاخبارية
تمرُّ خمس سنوات منذ انطلاق حركة تشرين التي شكلت نقطة تحول في مسار الاحتجاجات العراقية. وعلى الرغم من زوال زخم التظاهرات، إلا أن تأثيرها الاجتماعي والسياسي لا يزال حاضرًا في ذاكرة العراقيين. ومع حلول هذه الذكرى، أجرت #بغداد_الاخبارية لقاءات مع مجموعة من المواطنين من مختلف شرائح المجتمع لاستطلاع آرائهم حول ما حققته “تشرين” وما لم تستطع إنجازه.
*أصوات داعمة لتشرين: “حركة كسرت حاجز الصمت”*
في هذا الصدد يقول علي الجابري، ٣٢ عامًا، أحد المشاركين في تظاهرات بغداد: “تشرين كانت بدايةً جديدةً لوعي سياسي لدى الشباب العراقي، حيث أثبتنا أن أصواتنا قادرة على تحريك الساحة السياسية وفرض تغييرات حقيقية.” يضيف الجابري، مشيرًا إلى أن “الوعي الشعبي بحقوقه أدى إلى تعديل بعض القوانين وتغيير العديد من الشخصيات السياسية.” ويؤكد أن الحركة دفعت الشباب العراقي إلى التفكير في الترشح للانتخابات والعمل على تغيير البلاد من الداخل.
أما سارة الربيعي، ٢٨ عامًا، فتعتبر تشرين “صرخة وطنية ضد الفساد” قائلةً: “التظاهرات فتحت أعين الجميع على الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، مما دفع البعض إلى العمل بجدية لاقتلاع هذه الآفة. ورغم التضحيات التي قدمناها، نرى تأثير تشرين مستمرًا في نفوس الناس.”
*منتقدو تشرين: “مطالب غير محققة وتخبطات تنظيمية”*
على الجانب الآخر، يرى كريم العزاوي، ٥٤ عامًا، أن حركة تشرين لم تحقق الطموحات التي كان يتوقعها البعض. ويقول العزاوي: “الحركة قدمت وعودًا كبيرة، لكن لم نلمس تغييرًا جذريًا بعد خمس سنوات. السياسة لا تزال بيد نفس الوجوه.” ويضيف، منتقدًا عدم وجود رؤية موحدة وقيادة واضحة للحركة، مما جعل مطالبها تتشتت مع مرور الوقت.
كذلك تعبر أم علاء، ٦٠ عامًا، من سكان مدينة الناصرية، عن خيبة أملها قائلةً: “كان عندنا أمل أن تشرين تجلب التغيير، لكن الظاهر هو نفس السيناريو يتكرر. الشباب شجعان لكن الاستراتيجية كانت غائبة.” ترى أم علاء أن العديد من المطالب الاجتماعية والخدمية لم تتحقق.
*الشباب ودورهم في المستقبل*
حسين الزبيدي، طالب جامعي في بغداد، يرى أن تشرين كانت بمثابة “تجربة وخبرة”، موضحًا: “رغم العثرات، تشرين علّمتنا كيف ندافع عن حقوقنا ونقف معًا.” ويعتقد الزبيدي أن الجيل القادم من الشباب لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيسعى لبناء تنظيمات سياسية وجمعيات مدنية تكون قادرة على تمثيل مصالحهم.
أما نور العبيدي، صحفية عراقية، فتؤكد: “رغم بعض الانتقادات، تشرين أثبتت أن الشباب العراقي يمتلك طاقات هائلة وقادر على توجيه الأحداث.” وتضيف أن “تشرين لم تكن النهاية، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل السياسي والاجتماعي، ولعل النتائج الإيجابية ستأتي في المستقبل.”
الذكرى الخامسة: بين التأمل والتفاؤل
في ظل هذه الآراء المتباينة، يبدو أن تأثير تشرين يظل موضوعًا متجددًا. البعض يرى في تشرين بذرة تغيير، فيما يعتبرها آخرون جهدًا لم يحقق المأمول. لكنّ الشيء الأكيد هو أن تشرين شكلت تجربة مؤثرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق الحديث.
#وكالة_بغداد_الاخبارية #تشرين #الذكرى_الخامسة #احتجاجات_العراق #الوعي_الشعبي