بعد انتشار رائحة الكبريت في سماء العراق و وصول درجات التلوث الى مستويات غير مسبوقة حيث احتل العراق عام 2023 المرتبة الأولى عربياً والسادس عالمياً كأكثر الدول تلوثا و تضرراً من آثار التغير المناخي وذلك لان العراق يعتمد اقتصاده بشكل أساسي على الصناعات النفطية كما تعد العاصمة بغداد من أكثر المحافظات العراقية تسجيلا لنسب التلوث بعد أن قارب عدد سكانها 9 ملايين نسمة، وهو ما يعزوه مراقبون لغياب التخطيط والعشوائيات وعدم بناء مدينة إدارية جديدة للتخلص من التلوث الذي بلغ مستويات خطيرة أثرت على صحة الإنسان و بسبب الأنشطة الصناعية، وحرق الوقود الأحفوري، والنفايات، ووسائل النقل الثقيلة، لما له من مردود سلبي خطير يهدد البيئة والإنسان في حال هطول الأمطار خلال بداية الموسم المطري الحالي حينما تتفاعل مياه الأمطار مع هذه المركبات ليتشكل المطر الحمضي في سمائها و الذي بدوره يؤثر على البيئة عموماً ومخاطره وآثاره تكاد تكون مدمرة".
وقد حذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، في وقت سابق ، من هطول "أمطار حمضية" في العراق عموماً والعاصمة بغداد ومحيطها بشكل خاص حيث ازدادت معدلات التلوث في الأيام الأخيرة بتراكيز بلغت مستويات خطيرة تتجاوز 200 وحدة في مقياس درجة تلوث الهواءAQI".
وتابعت أن "المركبات المساهمة في المطر الحمضي بدورها قد بلغت مستويات قياسية في أجواء العاصمة وأهمها مركب أوكسيد الكبريت So2 وأوكسيد النتروز No2 التي تتفاعل في الهواء مع بخار الماء لتكوين حمض الكبريتيك (H₂SO₄) وحمض النيتريك (HNO₃) وهذه تتفاعل بدورها مع مياه الأمطار فتؤدي إلى انخفاض في الرقم الهيدروجيني (pH) لمياه الأمطار، مما يجعلها أكثر حموضة
كت أظهرت الدراسات العلمية الحديثة ان المطر الحمضي لها تأثير سلبي على صحة الإنسان وأعضائه الحيوية، فقد يتفاعل ثاني أوكسيد الكبريت وأوكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي لتكوين جسيمات كبريتات ونترات دقيقة تصل إلى الرئتين عبر التنفس ولها تأثير على وظائف القلب، مثل النوبات القلبية.