لم تكن ثورة الأمام الحسين عليه السلام وقصة استشهاده في واقعة الطف مجرد معركة فحسب بل هي رسالة عملية على رفض الظلم والطغيان وأعلاء صوت الحق على الباطل بل هي اكثر من قصة استشهاد للأمام وأصحابه حتى أصبحت ثورة يحتذى بها كل الاحرار في العالم.
مع حلول شهر محرم الحرام تشهد مدن العراق كافة أجواءً روحانية مهيبة تتمثل بانتشار واسع للمواكب الحسينية وسرادق العزاء التي يقيمها المحبون والموالون للإمام الحسين عليه السلام إحياءً لذكرى استشهاده في واقعة الطف الخالدة حتى وتحوّلت الشوارع والأحياء والساحات العامة إلى ميادين للعزاء ومراكز للخدمة الحسينية حيث يتسابق الأهالي في نصب المواكب وتزيينها بالرايات السوداء وصور الرموز الدينية وسط أجواء من الحزن والتأمل العميق في معاني التضحية والفداء.
في العاصمة بغداد وسائر المحافظات الجنوبية كربلاء والنجف والبصرة وذي قار انتشرت المواكب الخدمية بشكل لافت منذ اليوم الأول من شهر محرم حيث يقدم أصحابها الطعام والماء والشاي للمعزين على مدار الساعة تعبيراً عن الولاء لنهج أهل البيت عليهم السلام وتجسيداً للقيم الحسينية التي تتمحور حول الإيثار والتضحية.
كما يشهد العراق في هذه الأيام تنظيم المجالس الحسينية التي تُروى فيها سيرة الإمام الحسين وتُلقى القصائد التي تجدد الحزن في القلوب وتربط الأجيال الجديدة بالثورة الحسينية.
وتؤكد هذه الأجواء أن إحياء عاشوراء في العراق لم يعد مناسبة دينية فحسب بل تحول إلى ظاهرة جماهيرية كبرى تعبّر عن هوية شعب بأكمله يستلهم من الإمام الحسين دروس الصمود والكرامة والعدالة.