يترقب البغداديون صباح كل يوم الموقف المروري قبل خروجهم لأداء اعمالهم، فقد باتت الازدحامات المرورية جزء من حياة المواطن وتشل أعمال الصيانة المستمرة وبناء الجسور شوارع بغداد حيث بلغت حدا لا يطاق في الشوارع الحيوية، واخذت المشكلة تتفاقم وتهدد المدينة وسكانها أقتصادياً واجتماعياً وصحياً وحتى نفسيا حيث تراكم المركبات في صفوف تمتد لمسافات طويلة وتسير ببطئ وهو اقرب للتوقف منه ليمضي المواطنين وقت طويل قبل أن يصل إلى وجهتهم ما يصيبهم بالتعب والاعياء والملل ولم تقتصر الاختناقات المرورية على ساعات الذروة الصباحية والمسائية بل أصبحت ساعات الذروة مستمرة في شوارع بغداد تصل لاكثر من 16 ساعة يوميا من الساعة 7 صباحا الى العاشرة ليلاً .
ويعود السبب في الاختناقات المرورية ليس فقط إلى أعمال الصيانة وبناء الجسور إنما لزيادة أعداد المركبات حيث بلغت مليونين و700 ألف سيارة في مدينة شيدت شوارعها لاستيعاب 200 ألف سيارة فقط وأزدياد معدلات النمو السكاني وتحول مناطق مهمة من سكنية إلى تجارية، وهذا ما زاد من فداحة الامر. فقد تحول الزخم المروري ليس فقط في الشوارع الرئيسية بل تعداه الى الشوارع الفرعية التي تزدحم بعدد هائل من المواطنين والمركبات.
وقبل عدة أيام خرج منتسبي وتدريسيّ جامعة بغداد بتظاهرات ناشدوا من خلالها الحكومة العراقية بتغيير أوقات الدوام وإرجاعها الى ما كانت عليه، وان تغيير أوقات الدوام أثر سلباً على العملية التعليمة فصار موعد محاضرات الطلبة يبدأ عند الساعة 10 ونصف إلى الساعة الثالثة و خمسة واربعين دقيقة وهذا ما جعل الطالب اكثر خمولا واقل استيعابا، وفي حديث لأحد منتسبات الجامعة من الأمهات تقول "إن تغيير اوقات الدوام هو اكبر صورة للتشتت الأسري حيث يعود اطفالنا من المدارس الى المنزل لا يجدون من يقوم برعايتهم، وان معظم الحضانات والروضات لا تستقبل الاطفال بعد الساعة 3 ظهراً على الرغم من المبالغ الاضافية، وان الساعات التي اقضيها خارج المنزل فقط للذهاب والعودة من والى الدوام 12 ساعة يومياً وهذا قد تسبب بكثير من المشاكل الاسرية" .
فقد أثبتت الحلول والمعالجات عدم جدواها ولم تؤثر بصورة ايجابية في حل المشكلة المرورية وما زالت المشكلة قائمة طوال السنوات 10 الماضية.
أن توسعة شبكات الطرق وبناء المجسرات الذي حدث في مدينة بغداد للأعوام السابقة وبتكاليف طائلة على سبيل المثال المجسر في تقاطع باب المعظم وتقاطع الموال في شارع فلسطين خير مثال على الفشل المروري الواضح حيث انتقلت المشكلة اسفل المجسر وتفاقمت في التقاطعات المرورية و بصورة مختصرة يجب تعريف وفهم المشكلة المرورية لايجاد الحلول الناجحة وعدم اتخاذ قرارات خاطئة تكلف الدولة اموالا ضخمة بدون فائدة ويجب التوجه لإيجاد إستراتيجات سليمة في حل المشكلة المرورية عن طريق التحكم في الطلب المروري وهي الغاية الأساسية لحل المشكلة جذريا ويمكن تحقيقها من خلال انشاء محطات للنقل الجماعي وتقليل من المركبات الأستيراد وبناء مدن متكاملة خارج العاصمة بغداد.