في مشهدٍ أثار موجة غضب عارمة بين المثقفين والمهتمين بالتراث، أقدمت جهات مجهولة أو متجاهَلة على هدم نصب العالم اللغوي العراقي الكبير مصطفى جواد في محافظة ديالى، ليمتد الغبار هذه المرة ليس على الحجر فحسب، بل على ذاكرة العراق وهويته الثقافية.
مصطفى جواد، الذي كرّس عمره لخدمة اللغة العربية، وصاغ شعاراً خالداً في وجدان الأجيال “قل ولا تقل”، لم يسلم حتى بعد رحيله من فوضى الإهمال والتشويه المتعمد لمعالم البلاد ، نصبٌ وضع لتكريم فكر لا يقدر بثمن، أُسقِط أرضاً وكأنّ الثقافة لا مكان لها في خريطة الأولويات.
الناشطون وصفوا ما حدث بأنه اغتيال رمزي لعقل العراق، متسائلين هل باتت رموزنا ضحية الجرافات كما كانت ضحية النسيان ، فيما طالب مثقفون بإعادة بناء النصب فوراً ومحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل الذي عدوه "طعنة في وجه التاريخ".
في ديالى التي أنجبت العقول قبل الرجال، صار السؤال الأهم اليوم من التالي على لائحة الإزالة نصب ، مكتبة ، أم هوية بأكملها.