يشهد العراق في السنوات الأخيرة ظهور أحزاب سياسية جديدة تسعى إلى كسر هيمنة القوى التقليدية التي سيطرت على المشهد منذ عام 2003.
هذه الأحزاب الوليدة تطرح نفسها كبديل وطني يحاول معالجة الأزمات المتراكمة مثل الفساد والبطالة وضعف الخدمات وفقدان الثقة بين المواطن والدولة.
ورغم أن بعضها يتبنى برامج إصلاحية واقعية وشعارات قريبة من هموم الشباب، إلا أن قدرتها على إحداث تغيير جوهري تبقى مرتبطة بمدى قدرتها على كسب التأييد الشعبي ومواجهة نفوذ القوى الراسخة التي تمتلك المال والسلاح والنفوذ في مؤسسات الدولة.
من أبرز الأمثلة على هذه التوجهات حزب "اقتدار وطن" الذي طرح نفسه كخيار وطني جامع يركز على بناء دولة مؤسساتية بعيدة عن المحاصصة الطائفية، ويستند إلى خطاب سياسي يدعو إلى تعزيز الهوية الوطنية وتقديم الكفاءات بعيداً عن الولاءات الضيقة.
ورغم أن الحزب ما زال في طور إثبات وجوده ضمن المشهد السياسي، إلا أن ظهوره يعكس رغبة شريحة من المجتمع العراقي، خصوصاً الشباب، في البحث عن وجوه جديدة قادرة على مخاطبة تطلعاتهم.
ومع ذلك فإن التحديات التي تواجه هذه الأحزاب ليست قليلة، فهي تخوض صراعاً في بيئة انتخابية مشبعة بالمال السياسي وولاءات العشيرة والطائفة، إضافة إلى نفوذ قوى تقليدية تملك خبرة طويلة في إدارة اللعبة السياسية.
لذلك فإن نجاحها في إحداث التغيير يتوقف على قدرتها على بناء قاعدة شعبية واسعة وتحالفات قوية، فضلاً عن تقديم نموذج عملي يثبت صدق خطابها ويجذب العراقيين الباحثين عن بديل واقعي ينهض بالبلاد من أزماتها المتراكمة.