خاص — بغداد الاخبارية
في مشهد يثير الشكوك ويشبه أفلام السرقة الغامضة، أعلنت مديرية زراعة ديالى، اليوم الأحد، تنصلها التام من مسؤولية الانخفاض الحاد في أعداد غزال الريم بمحمية مندلي، مشيرة إلى أن إدارة المحمية أُحيلت رسمياً إلى دائرة الغابات والتصحر منذ عام 2019.
وجاء هذا التصريح المرفق بوثائق تسليم رسمية تلقتها #بغداد_الاخبارية ، بعد فتح تحقيق كبير في المحافظة بشأن اختفاء نحو 390 غزالاً نادراً من المحمية، حيث انخفض العدد من 400 رأس إلى 10 فقط في ظروف غامضة، أثارت ضجة محلية وتساؤلات شعبية.
وصرّح قائممقام قضاء مندلي، علي ضمد الزهيري، أن المحمية برّرت الفقدان بـ"نفوق الغزلان جوعاً"، إلا أنه رفض هذا الادعاء، ملمّحاً إلى احتمال وقوع "سرقة منظمة" أو "تهريب" للحيوانات النادرة.
الزُهيري أكد أن القضية تم رفعها إلى الجهات العليا للمطالبة بتحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين، قائلاً إن "المحمية كانت من أبرز المحميات في العراق وتضم غزلاناً نادرة مهددة بالانقراض".
وفي السياق ذاته، كشف مصدر مطّلع من داخل المحافظة أن الجهات الحكومية والأمنية شرعت في تحقيق موسّع لكشف ملابسات ما وصف بـ"الاختفاء الجماعي المريب" لغزلان الريم.
يُذكر أن محمية مندلي، التي تقع على أكثر من 400 دونم قرب قضاء خانقين، ليست الوحيدة التي تواجه أزمة، فمحمية ساوة في المثنى تشهد هي الأخرى تدهوراً حاداً، بعد لجوئها لبيع الغزلان لتأمين الأعلاف، في ظل ضعف التمويل الرسمي.
ويُعتبر غزال الريم العراقي من الكائنات النادرة التي تواجه خطر الانقراض، بعد تعرضها لحملات صيد جائر وإبادة ممنهجة منذ عام 2003، مما يجعل هذه الفضيحة البيئية أكثر خطورة مما تبدو عليه في الظاهر.