في عمق النقب المحتل… حيث تَجثُم “عاصمةُ إسرائيل السيبرانية”، وتنبض شرايينُ أمنِها الرقمي… دوّى الردُّ الإيراني فجر اليوم، ليس كصفعةٍ عابرة، بل كرسالةٍ مشفّرة بلغة النار، مُوقّعة من محورٍ لا يُهادن ولا يساوم.
صواريخ دقيقة، قادمة من عمق الجمهورية الإسلامية، ضربت مجمع Gav-Yam Negev في بئر السبع، المجمع الذي طالما تفاخر به العدو كمركز استراتيجي يُؤمّن تفوقه في ساحة الحرب الإلكترونية. فهناك حيث تتقاطع مصالح مايكروسوفت، إنتل، PayPal وOracle… وحيث تنبض غرف التحكم العسكرية السيبرانية، جاء القصف الإيراني ليُعلن أن اليد الطولى لا تقتصر على البر والبحر والجو، بل تطال قلب العدو التكنولوجي في عُقر داره.
الهجوم ليس رمزيا فحسب. فـ”غاف يام نيغف” يُمثّل أحد أهم مشاريع الكيان في التحوّل نحو اقتصاد “الهاي تك العسكري”، ويحتضن ما يُعرف بـ”المدينة الذكية” المرتبطة بـجامعة بن غوريون، والتي تؤمّن البنية البحثية والتقنية لأهم وحدات الاستخبارات السيبرانية.
وفي التفاصيل:
•المجمع يقع بجوار قاعدة “وحدة 8200” التابعة للاستخبارات العسكرية، وهو مشروع مشترك بين وزارة الحرب الإسرائيلية وشركات عالمية.
•يُشغّل آلاف الخبراء في الأمن السيبراني، وتُجرى فيه اختبارات لأنظمة الدرع الرقمي للجيش.
•الهجوم تسبّب بخلل في الطاقة التشغيلية لعدد من المراكز، وسط تكتّم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية.
مرة أخرى، تثبت إيران أن بنك أهدافها يتجاوز الشعارات… وأن زمن الحرب الذكية ليس حكرا على تل أبيب.