يشكو العديد من المواطنين العراقيين العائدين من دول الجوار من الارتفاع الجنوني في أجور النقل، وسط فوضى وغياب التنظيم الرسمي عند المنافذ الحدودية ، فقد دفعت تداعيات التصعيد الأمني بين إيران وإسرائيل، إلى إغلاق المجال الجوي في عدد من الدول، بينها العراق، ما تسبب بتعليق الرحلات الجوية، وترك آلاف العراقيين عالقين في الخارج، ليجدوا أنفسهم مضطرين للعودة براً وبأسعار مضاعفة.
وتقول احد المواطنات القادمة من تركيا لـ #بغداد_الاخبارية ،"طُلب مني 150 دولاراً لأصل بغداد و لا توجد رقابة، ولا رحمة نحن نُستغل فقط لأننا عالقون".
ومن مدينة قم الإيرانية، تروي أم حسن، القادمة إلى كربلاء، معاناتها بعد أن طُلب منها 300 دولار مقابل سيارة أجرة إلى منفذ مهران، في حين كانت الأجرة المعتادة لا تتجاوز 100 دولار ، و أضافت "كنت أراجع طبيباً ونفدت نقودي ، لم أتخيل أن أُعامل بهذه الطريقة وأنا عائدة إلى وطني".
أما أبو مصطفى من النجف، فتعرض للاحتيال خلال حجز طيران، ليبقى عالقاً في مشهد دون نقود "أُهنت، وتوسلت حتى عاد بي أحد العراقيين بسيارته الخاصة".
وفي ظل هذا الواقع، تنقسم مواقف سائقي النقل بين من يستغل الأزمة لفرض أسعار باهظة، وآخرين يتعاملون بروح إنسانية، يقول السائق أبو علي من واسط "نقلت عائلة مجاناً من المنفذ إلى محافظتهم ، كانت حالتهم صعبة جداً".
لكن، تبقى الصورة الأكبر مظلمة، حيث لا توجد فرق رقابية ولا وسائل نقل رسمية، وسط مطالبات شعبية لوزارة النقل وسلطات المنافذ بإيجاد حل عاجل، ينقذ العائدين من الاستغلال، ويضمن لهم عودة كريمة وآمنة إلى منازلهم.