يوسف أحمد
ببالغ الحزن والأسى، ودّعت الأوساط الأدبية والثقافية في العراق، اليوم الخميس 15 أيار 2025، الشاعر العراقي الكبير موفق محمد، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض.
ولد الشاعر في مدينة الحلة عام 1948، وارتبط اسمه بالشعر المقاوم والناقد، حيث عُرف بمواقفه الجريئة ضد الظلم والاستبداد، وبأسلوبه الساخر الذي فضح الواقع الاجتماعي والسياسي دون مواربة.
تميّز موفق محمد بكتاباته التي خاطبت وجدان الإنسان العراقي، وجسّدت وجعه ومعاناته اليومية، كما ظلّ وفيًا لقيمه وألمه الشخصي، خاصة بعد فقدان ابنه خلال انتفاضة 1991.
وقد نعاه العديد من الشعراء والمثقفين، مؤكدين أن رحيله خسارة فادحة للساحة الشعرية، إذ مثّل صوتًا استثنائيًا ظلّ قريبًا من الناس وبعيدًا عن أبراج السلطة.
وفي رثائه، تعود إلينا كلماته التي تكاد تصف لحظة غيابه ومرارة الواقع الذي قاومه طويلًا، حيث قال:
> "سأزور الشهداء القدّيسين،
وأراهم يفركون راحاتهم ندمًا،
فقد قُتلوا من أجل أن يتربّع
شُعيط ومُعيط على صدورنا."
لقد ظل موفق محمد يكتب بمرارة الحكيم، وبسخرية العارف، وبشجاعة من لم يبدّل مواقفه، حتى في آخر العمر.
رحل الجسد، لكن الصوت باقٍ في قصيدة، وفي وجدان هذا الوطن الجريح.