يوسف احمد الكعبي
في تطور مفاجئ ومثير للجدل، كشفت مصادر مطلعة عن توجيه دعوة رسمية لقائد "هيئة تحرير الشام" السورية، أبو محمد الجولاني، لحضور قمة بغداد الإقليمية المرتقبة، بمشاركة عدد من القادة والمسؤولين العرب والدوليين.
المصادر ذاتها أكدت أن الجولاني لم يرد حتى الآن بشكل رسمي على الدعوة، لكنه أبلغ وسطاء معنيين بأنه يشترط توفير حماية أمنية خاصة من شركة أمريكية متخصصة، كشرط أساسي لقبول الحضور، رافضًا الاكتفاء بأي ضمانات أمنية تقدمها الجهات العراقية.
هذا الطلب أثار استغرابًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وفتح الباب أمام موجة من التساؤلات، خصوصًا أن الجولاني لا يزال مدرجًا على لوائح الإرهاب الدولية، وتلاحقه مذكرة اعتقال صادرة عن القضاء العراقي منذ عام 2020 بتهم تتعلق بالإرهاب والمشاركة في تنظيم وقيادة عمليات ميدانية لصالح ما يُعرف بتنظيم "داعش".
"كيف يُكرَّم اليوم من وُصف سابقًا بالإرهابي؟"
هكذا علّق أحد النواب العراقيين، مستنكرًا أن يُوجَّه لمن وصفه بـ"رمز العنف والتطرف" دعوة رسمية لحضور قمة يفترض أن تكون عنوانًا للسلام والاستقرار، متسائلًا عن الرسائل التي تُبعث إلى ضحايا الإرهاب العراقي من خلال هذا المشهد.
مراقبون يرون أن الجولاني يسعى لإعادة تقديم نفسه كـ"فاعل سياسي" في المشهد السوري والإقليمي، مستغلًا التحولات الجارية في خارطة التوازنات، إلا أن طلبه الاعتماد على حماية أمريكية خاصة يعكس – برأيهم – انعدام ثقة واضحًا في قدرة الحكومة العراقية على تأمين سلامته، حتى خلال فعالية بهذا الحجم.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الجهات المنظمة للقمة أي بيان رسمي بشأن الدعوة أو الشروط المطروحة، كما لم تعلّق السفارة الأمريكية في بغداد على الأنباء المتداولة بشأن دور شركة الأمن الأمريكية في الملف.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل تتحوّل قمة بغداد من منصة للحوار والتقارب، إلى ساحة لتبييض وجوه تورطت في مآسي المنطقة؟
وهل تصمد الحكومة العراقية أمام الضغوط المتوقعة، داخليًا وخارجيًا، إن صحّت هذه الخطوة المثيرة للريبة؟