في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تتجه الأنظار إلى العراق، بلدٍ كتب تاريخه بالكلمة، لكنه دفع ثمناً باهظاً من دم أبنائه الصحفيين، ووسط الألم، يلوح بصيص أمل في الأفق، حيث أحرز العراق تقدماً في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025، صاعداً من المرتبة 169 في العام الماضي إلى المرتبة 155، بحسب تقرير "مراسلون بلا حدود".
لكن خلف هذا الرقم، قصة طويلة من التضحيات، أن العراق يحتل المرتبة الأولى عالمياً في عدد شهداء الصحافة، بعد أن فقد 470 صحفياً، وهذا الرقم يضع الحقيقة في قلب المعركة، ويجعل من كل تقدم خطوة وفاء لهؤلاء الأبطال.
الرحمة للأرواح التي زُهقت من أجل إعلاء كلمة الحق، والحرية لكل الصحفيين المغيّبين الذين لا يزالون يدفعون ثمن أقلامهم الحرة ،في بلدٍ كُتبت فيه الأخبار بالدم، ما زال القلم صامداً، والكلمة لا تُقهر.
ورغم الجراح، إلا أن هذا التقدّم في المؤشر يمثل انتصاراً لروح الصحافة العراقية، ولأولئك الذين آمنوا أن الكلمة أقوى من الرصاص، وأن الحبر لا يجف حتى وإن جفّت العدالة.
كما إنه ليس مجرد تقرير، بل شهادة على أن القلم لا يموت، وأن الصحفي العراقي، رغم الخطر، لا يتراجع ، سيظل القلم أكبر إنجاز، والكلمة أعظم حرية، والإنسان أقوى من كل سلطة.
و أن اليوم ليس فقط يوم حرية الصحافة، بل هو يوم انتصارها، وبداية جديدة نكتبها نحن، جيلاً بعد جيل، بقلم لا يعرف التراجع.