في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة اقتصادية وشيكة، يشهد الشارع العراقي تزايدا لافتا في حجم الأموال المصروفة على تحشيدات انتخابية مبكرة، تكشف عن سباق محموم نحو النفوذ السياسي حتى قبل إعلان موعد الانتخابات رسميا.
وأثار النائب يوسف الكلابي الجدل بتصريحات صريحة قال فيها إن “ظاهرة طرح الأموال بهذا الشكل المرعب من قبل الأحزاب تُنذر بكارثة قادمة”، مؤكدا، أن البلد يسير نحو الانهيار، وهناك من ينفق الملايين على الولائم والتجمعات العشائرية والاحتفالات الدعائية وكأننا في أيام الاقتراع الأخيرة.
لكن ما أثار دهشة المراقبين، هو أن هذه التحذيرات جاءت بعد أيام قليلة من تجمع انتخابي ضخم نظّمه السياسي يزن مشعان الجبوري، حضره قرابة 10 آلاف شخص، ورافقه بذخ واضح على الديكور والطعام والإعلانات، في استعراض انتخابي مبكر كشف عن حجم الأموال التي تُصرف خلف الكواليس.
ورغم أن الانتقادات الكبيرة، إلا أن مشاهد التجمعات الأخيرة أثارت تساؤلات حول مدى الانسجام بين الخطاب والممارسة، لاسيما مع تداول صور وفيديوهات تُظهر طابعا احتفاليا لا يتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
ويرى متابعون أن مثل هذه التحركات تُكرّس المال السياسي وتُضعف فرص المنافسة الشريفة، في حين تبقى الجهات الرقابية ومفوضية الانتخابات في موقف المتفرج، دون إجراءات حقيقية للحد من هذه المظاهر.
ويحذر مراقبون من أن تسرب المال السياسي بهذا الشكل، في ظل غياب الشفافية عن مصادر التمويل، قد يُنتج برلمانا مختطفا من قِبل مَن يملكون المال والنفوذ، لا من يمثلون إرادة الناس.