كتب: المحرر السياسي
في أول رد رسمي على سياسة رفع الرسوم الجمركية التي أقرّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، عقدت الحكومة العراقية اجتماعا طارئا برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، لمناقشة تداعيات القرار الأمريكي على الاقتصاد العراقي، وسط مساعٍ لتقليل حجم الضرر وإعادة هيكلة العلاقة التجارية بين بغداد وواشنطن.
الاجتماع الوزاري عرض بيانات رقمية من وزارة التجارة تشير إلى أن الصادرات العراقية إلى الولايات المتحدة ليست السبب المباشر وراء زيادة الرسوم الجمركية.
بل كشفت أن:
• أغلب البضائع الأمريكية تصل إلى العراق عبر دول وسيطة وليس بشكل مباشر، نتيجة سياسات احترازية من بعض الشركات الأمريكية تجاه السوق العراقية.
• رفع الرسوم استند إلى الفارق في الميزان التجاري وليس لوجود تعريفات عراقية مرتفعة على البضائع الأمريكية.
وفي ضوء هذه الحقائق، أصدر السوداني أربعة توجيهات رئيسية تهدف إلى تعزيز قدرة الاقتصاد العراقي على التكيّف مع المتغيرات:
1. تعزيز العلاقات التجارية المباشرة مع الولايات المتحدة، عبر فتح قنوات لوكالات توزيع أمريكية رسمية داخل العراق، وتفعيل دور الوكالات التجارية العراقية.
2. تطوير البنية المصرفية المشتركة بين المؤسسات المالية في البلدين، لتسهيل التعاملات وضمان سلاسة تدفق رؤوس الأموال.
3. مراجعة أسس العلاقة التجارية مع واشنطن، عبر فريق تفاوضي متخصص، بهدف بناء شراكة متوازنة تحمي الاقتصاد العراقي وتمنع تكرار هكذا أزمات.
4. تفعيل قنوات التواصل السياسي والفني بين وزارات: الخارجية، المالية، التجارة، مع نظرائها في الجانب الأمريكي، ومتابعة الأسواق المالية وبيوت الخبرة وتقديم تقارير أسبوعية.
يأتي هذا التحرك الرسمي وسط قلق من أن تكون هذه الضرائب جزءا من نهج اقتصادي أشمل تنتهجه إدارة ترامب للضغط على دول العالم، وقد تمتد آثاره إلى أسعار النفط، التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد العراقي.
وبحسب مسؤولين، فإن أي خلل في التبادل التجاري قد يُربك السوق المحلية، ويؤثر على واردات حيوية خصوصا في قطاعات التكنولوجيا، الأدوية، والمواد الغذائية.
ويرى مراقبون أن العراق أمام فرصة لإعادة صياغة علاقته التجارية مع أمريكا، بعيدا عن “العقود العابرة أو الوساطات”، عبر فتح قنوات مباشرة وتعزيز ثقة الشركات الأمريكية بالبيئة الاستثمارية العراقية، خاصة في ظل الحديث عن تحولات في العلاقات الجيوسياسية والتجارية العالمية.
#مجلس_الوزراء
#محمد_شياع_السوداني
#ترامب
#الرسوم_الجمركية