تقرير: محمد الصادق
تُعتبر مشكلة الكهرباء في العراق واحدة من أبرز التحديات التي تواجه البلاد منذ عقود، حيث يعاني المواطنون من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وعدم كفاية الإمدادات. هذه المشكلة ليست فقط مرتبطة بنقص الإنتاج، بل أيضًا بضعف البنية التحتية، بما في ذلك شبكة الأسلاك الكهربائية التي تعاني من الإهمال والتقادم. تُعد هذه الأزمة من أكثر القضايا إثارة للجدل في العراق، حيث تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين وعلى الاقتصاد الوطني.
•ومن أسباب مشكلة الكهرباء في العراق:
نقص الإنتاج، لا تزال محطات توليد الطاقة في العراق غير قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خاصة في ظل النمو السكاني والتوسع العمراني.
تعتمد البلاد بشكل كبير على المحطات الحرارية التي تعمل بالوقود، والتي تعاني من مشاكل فنية متكررة.
ضعف البنية التحتية، شبكة الأسلاك الكهربائية في العراق قديمة ومتهالكة، ولم يتم تحديثها بشكل كافٍ منذ عقود.
هناك مشاكل في نقل وتوزيع الطاقة بسبب عدم كفاءة الشبكات، مما يؤدي إلى فقدان نسبة كبيرة من الطاقة أثناء النقل.
الفساد والإدارة السيئة، تُعاني وزارة الكهرباء من الفساد الإداري والمالي، مما يؤثر على توزيع الموارد وصيانة المحطات والشبكات.
هناك نقص في الخطط الاستراتيجية الفعالة لتحسين قطاع الكهرباء.
التخريب والسرقات، تعرضت العديد من المنشآت الكهربائية إلى أعمال تخريبية خلال فترات الاضطرابات الأمنية.
سرقة الأسلاك الكهربائية والمعدات أصبحت ظاهرة منتشرة، مما يفاقم من مشكلة الكهرباء.
• تأثيرات مشكلة الكهرباء:
على الحياة اليومية، يعاني المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا، خاصة في فصل الصيف عندما تصل درجات الحرارة إلى مستويات عالية.
يؤدي ذلك إلى اعتماد الكثير من الأسر على المولدات الكهربائية الخاصة، مما يزيد من الأعباء المالية.
على الاقتصاد، يؤثر نقص الكهرباء سلبًا على القطاعات الصناعية والتجارية، حيث يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة التكاليف.
العديد من الشركات والمصانع تضطر إلى إيقاف عملها بسبب عدم توفر الكهرباء بشكل مستمر.
على البيئة، الاعتماد الكبير على المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود يؤدي إلى زيادة التلوث البيئي.
عدم كفاءة الشبكات الكهربائية يتسبب في هدر الطاقة وزيادة الانبعاثات الضارة.
•و من ابرز الحلول المقترحة لأجل حل المشكلة:
•زيادة الإنتاج، الاستثمار في بناء محطات توليد جديدة تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
تحديث المحطات الحرارية القائمة لزيادة كفاءتها.
•تحسين البنية التحتية، إعادة تأهيل شبكة الأسلاك الكهربائية وتحديثها لتقليل الفاقد أثناء النقل.
تطوير أنظمة توزيع الكهرباء باستخدام التقنيات الحديثة.
•مكافحة الفساد، تعزيز الشفافية في إدارة قطاع الكهرباء ومحاسبة المسؤولين عن سوء الإدارة.
إشراك القطاع الخاص في إدارة وتطوير قطاع الكهرباء.
• تعزيز الأمن، حماية المنشآت الكهربائية من أعمال التخريب والسرقة.
تشديد العقوبات على سرقة الأسلاك والمعدات الكهربائية من المخالفين.
مشكلة الكهرباء في العراق هي نتاج تراكمات سنوات من الإهمال والفساد وضعف التخطيط. على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين الوضع، إلا أن الحلول الفعلية تتطلب إرادة سياسية قوية واستثمارات كبيرة في البنية التحتية. يجب أن تكون هناك رؤية استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتوفير الكهرباء بشكل مستدام لكل مواطن عراقي. بدون حل هذه المشكلة، سيستمر العراق في مواجهة تحديات كبيرة تعيق تقدمه وتطوره.