كتبت : ملاك عادل كاظم
تزداد مخاوف نتنياهو من تأثير الأتراك في القيادة الجديدة دمشق ويطالب واشنطن بالضغط على أنقرة.
منذ اللحظات الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في دمشق غطى الطيران الإسرائيلي السماء السورية بغارات هي الأشد عنفاً من قبل إسرائيل على هذا البلد العربي، فدمرت خلالها ما تبقى من الجيش النظامي والبنية التحتية التابعة له من القنيطرة حتى البوكمال، وشمل ذلك الأسطول البحري.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل توغلت القوات الإسرائيلية براً لتسيطر على مناطق واسعة في الجنوب السوري، بما في ذلك جبل الشيخ الاستراتيجي. أما على الصعيد السياسي، فرحبت بسقوط نظام الأسد من دون أن تدعم الحكام الجدد للبلاد على خلاف الموقف الرسمي الإقليمي والدولي.
خلال الأشهر الثلاثة الماضية تتكرر التصريحات الإسرائيلية التي تنتقد الحكومة السورية الجديدة، وتواصل انتهاك الأراضي السورية براً وجواً وسط إدانات من دمشق وعواصم عربية ودولية.
في الضفة المقابلة منذ اللحظات الأولى لإسقاط النظام السابق أعلنت سوريا الجديدة أنها ليست بصدد فتح جبهة أو حرب ضد أحد في رسالة مباشرة إلى إسرائيل فحواها بأن "سوريا الجديدة ستركز على التنمية وإعمار البلاد وازدهارها، وهي بعيدة كل البعد من تهديد أي من دول الجوار، أو الانضمام إلى أية حركة من حركات المقاومة، أو تصدير الثورة خارج البلاد"، إلا أن هذا الخطاب الذي لقي ترحيباً عربياً واسعاً لم يقنع حكومة نتنياهو على ما يبدو،
الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان قال في حديثه
" لا نستطيع أن نتحدث عن شروط حتى الآن، إذ لا يوجد هناك طاولة مفاوضات بين إسرائيل والحكومة الجديدة في دمشق، لكن يمكننا الحديث عن هدف عام يريده نتنياهو في سوريا، وهو تدمير البنى التحتية للقوى العسكرية السورية، إذ إن النظام السابق كان مضموناً بالنسبة إليها وسلاحه موجه فقط ضد شعبه، ولن يدخل في أية مواجهات معها، لكن خروجه من الحكم جعلها تدمر القوى العسكرية بصورة شبه كاملة". وتابع،
"أما التوغل الإسرائيلي على الأرض فهو للتفاوض مستقبلاً، أو لخلق مساحة كبيرة خالية من السلاح ومن أي وجود عسكري، وجعل هذه المنطقة عازلة فعلياً، ويحصل لاحقاً انسحاب جزئي منها عندما تكون هناك مفاوضات، وعندما يقدم لإسرائيل مقابل عن هذا الانسحاب".