في مشهد يحمل دلالات متعددة، اجتمع زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، بأعضاء الكتلة الصدرية المستقيلة وائتلاف سائرون على مائدة إفطار رمضانية في الحنانة. المناسبة كانت رمضانية بامتياز، لكن الترقب السياسي كان سيد الموقف، حيث كانت الأنظار متجهة نحو ما قد يخرج عن هذا اللقاء، خاصة بعد الإشارات السابقة التي أطلقها السيد الصدر بشأن تحديث سجل الناخبين.
وبحسب مصادر مطلعة، لم يتخلل اللقاء أي حديث سياسي، ولم يصدر عن السيد الصدر أي موقف يشير إلى العودة للمشهد الانتخابي أو المشاركة في الاستحقاقات القادمة. بدلاً من ذلك، قدم للحاضرين نسخاً من كتاب “مفاتيح الجنان” ومبلغ 500 ألف دينار، وهو ما فُهم على أنه رسالة دينية وروحية أكثر من كونها سياسية، تعكس ثبات موقفه الحالي وعدم التسرع في اتخاذ قرارات مصيرية بشأن العمل السياسي.
قبل هذا اللقاء، دعا السيد الصدر أنصاره إلى تحديث سجلاتهم الانتخابية، وهي خطوة أثارت التكهنات حول إمكانية عودته إلى المشهد السياسي، أو على الأقل إبقاء خياراته مفتوحة. ومع ذلك، فإن لقاء الحنانة لم يحمل أي إعلان رسمي بهذا الصدد، ما يعزز احتمال أن التحديث الانتخابي قد يكون خطوة احترازية أو وسيلة ضغط أكثر من كونه إعلانا نهائياً عن خوض الانتخابات.
اللافت أن السيد الصدر لم يُدلِ بأي تصريح سياسي خلال اللقاء، وهو أمر يحمل في طياته أكثر من تفسير. فالصمت في عالم السياسة قد يكون موقفاً بحد ذاته، ورسالة غير مباشرة تعني أن الأمور لم تُحسم بعد، أو أن الوقت لم يحن بعد لاتخاذ قرار بهذا الحجم. كما أن منح الحاضرين “مفاتيح الجنان”، وهو كتاب يُستخدم في الأدعية والعبادات، قد يكون تذكيراً بقيم دينية وروحانية تتجاوز الحسابات السياسية الآنية.
حتى اللحظة، لا يمكن الجزم بأن السيد الصدر قد حسم موقفه بشأن العودة إلى المشهد السياسي، رغم المؤشرات المتباينة التي تصدر من هنا وهناك. فبينما تبقى خياراته مفتوحة، يبقى قراره النهائي رهناً بظروف ومتغيرات قد تفرضها الأيام المقبلة، وهو ما يجعل التيار الصدري وجمهوره في حالة ترقب مستمر لما ستكشفه المرحلة القادمة.