تبدو الدراما العراقية اليوم وكأنها تسير في منعطف خطير لا ينسجم مع الذائقة المجتمعية، ولا يعكس ثقافة البلد المتحضر، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على الإثارة والجرأة في المشاهد لكسب المشاهدات، حتى وإن كان ذلك على حساب القيم العائلية.
أصبح المشاهد العراقي يعيش قلقًا دائمًا عند متابعة الدراما وسط عائلته، يده لا تفارق جهاز التحكم، تحسبًا لأي مشهد غير لائق، سواء في الحوار أو الأزياء أو تعابير الجسد، مما قد يفسد متعة المشاهدة ويجعل العمل مرفوضًا داخل الأسرة.
ورغم الانتقادات اللاذعة التي تواجهها الدراما إلا أن هناك أعمالًا نالت استحسان الجمهور خاصة تلك التي تناولت معاناة العراقيين في الحروب، وتحدياتهم في مواجهة الإرهاب إضافة إلى الأعمال التي تعالج الظواهر الدخيلة على المجتمع بهدف التوعية والتحذير من مخاطرها على الأجيال القادمة.
وبين من يرى أن الدراما تسيء للذوق العام ومن يعتبرها وسيلة لنقل رسالة العراقيين ومعاناتهم إلى العالم تبقى الدراما العراقية تفتقر إلى المقومات التي تجعلها في مصاف الإنتاجات العربية الرائدة.
الفن هو مرآة الشعوب واليوم هناك طريقان لا ثالث لهما إما الانحدار إلى أعمال تسيء للذوق العام أو الارتقاء بالمحتوى عبر إنتاجات تجسد الواقع بوضوح. وهنا تقع المسؤولية على الجهات الرقابية المعنية بالفن في العراق.