تقرير: إسماعيل الموسوي
يتميز شهر رمضان في العراق بأجوائه الفريدة والمميزة، حيث تعمّ الروحانية كل زاوية، وتتلألأ الشوارع بزينة رمضان، بينما تكتظ المساجد بالمصلين، ويسود جو من الفرح والتلاحم الاجتماعي، غير أن هذا العام، يواجه العراقيون تحديًا كبيرًا يتمثل في الارتفاع الحاد للأسعار، مما يلقي بظلاله على فرحة الشهر الكريم.
ان شهر رمضان في العراق ليس مجرد صيام وإفطار، بل هو حالة خاصة من الإيمان والتراحم، تنتشر موائد الرحمن في مختلف المناطق، تقدم الطعام للصائمين المحتاجين، وتجتمع العائلات حول موائد الإفطار في أجواء مليئة بالمحبة أما بعد الإفطار، فتبدأ السهرات العائلية، حيث تحلو الجلسات مع الشاي العراقي والحلويات الرمضانية الشهيرة مثل القطايف والكنافة.
لكن للأسف، هذا العام يشهد العراقيون موجة غلاء غير مسبوقة، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر، وحتى الخضروات والفواكه واللحوم أصبحت ترهق ميزانية العائلات المواطن أصبح مضطرًا لإعادة حساباته قبل أي عملية شراء، مما جعل فرحة رمضان ناقصة لكثير من الأسر ذات الدخل المحدود.
ويرجع الخبراء هذه الأزمة إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
• الجفاف والتصحر: تراجع الإنتاج الزراعي المحلي دفع العراق إلى الاعتماد بشكل أكبر على الاستيراد، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
• الفساد وسوء الإدارة: تأخر وصول المواد الغذائية إلى الأسواق، واستغلال بعض التجار للوضع، ساهم في زيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه.
وان أكثر المتضررين من هذه الأزمة هم المواطنون البسطاء، الذين أصبحوا عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية. كثير من العائلات اضطرت إلى تقليل الكميات التي تشتريها، أو الاستغناء عن بعض المواد الغذائية، مما زاد من معاناتهم خلال الشهر الكريم.
اين دور الحكومة؟
الحكومة مطالبة بالتدخل الفوري للحد من هذه الأزمة من خلال:
• دعم الإنتاج المحلي وتشجيع المزارعين عبر تقديم القروض والمساعدات.
• فرض رقابة صارمة على الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار.
• اتخاذ إجراءات فعالة للحد من الفساد وتحسين كفاءة توزيع المواد الغذائية.
رغم كل التحديات، يبقى العراقيون متمسكين بفرحة رمضان، متعاونين في الخير، ومصرّين على تجاوز الأزمات بروح التكاتف والتضامن. لكن لا بد من تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لإيجاد حلول حقيقية، تضمن حياة كريمة لجميع المواطنين، وتجعل أجواء رمضان كما كانت دائمًا، مليئة بالخير والبركة.