بقلم : حسين الحلفي
لا يبدو أن تصديق خبر رحيل السيد الشهيد حسن نصر الله قد يمر على اذهان الجميع مرور الكرام بل أنه بحاجة الى وقفة حقيقية ودراسة عميقة لتصديق هذا الامر وسط رحلة عشق وعطاء سار بها ابا هادي نحو طريق الشهادة ليرسم بذلك اروع صورة التضحية والوفاء في مواجهة الاعداء ليخلد بذلك اسمه خالدا في صفحات التريخ التي سجلت بطلا شيعيا كرس حياته في مكافحة الباطل .
يا شهيد العقيدة رحلت عن هذا الدينا وأنت ترغب بلقاء ربك ولقاء نبيك ووليك الامام علي وولده الامام الحسين وانت لطالما كان لسانك الناطق بالحق تردد اسم سيد الشهداء وتتشوق لرؤيته وانت تواصل رحلة الكفاح رفقة ابطال المقاومة والذين رسخوا بدمائهم الطاهرة رحلة عشق لطريق الجنة لا ينطفئ على مر السنين .
لايبدو للسطور ان تكفي لرئاثك الطاهر ولا لجسدك المعطر بذكر اهل البيت ان تصف مدى تضحياتك وانت تقارع العدو منذ أن ولدت حتى نلت شرف ووسام الشهادة الذي لطالما حلمت به واليوم انت ترتقي الى ربك الكريم محملا بمسيرة علم وجهاد ستضيء طريقك نحو جنات النعيم .
مسيرة الامين العام لكتائب حزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في طريق مقاومة الاعداء لم تكن سهلة فمنذا اعلان توليه منصب قيادة الكتائب بعدما نال السيد عباس الموسوي وسام الشهادة على يد إسرائيل حتى نالته ايادي الغدر الصهيوامريكية في 27 سبتمبر من العام الماضي ذاهبا نحو طريق الجنة بجوار جده الحسين ابن علي عليه السلام.
ولد الشهيد نصرالله في برج حمود، وعاش في منطقة الكارنتينا حيث وتعود أصوله إلى بلدة البازورية في جنوبي لبنان، واضطرت عائلته للنزوح إلى بيروت بحثًا عن فرص عمل ، ومن كان للشهيد السعيد ليعطي مجالا للاعداء في المحاول من التقليل من شأن العقيدة وعطاء المقاومة في دحر ايادي العدوان على ارض لبنان وسائر البلاد الاسلامية .
رحلة عطاء امتدت لعقود من الزمن قدم بها الشهيد نصر الله تضحيات كبرى سار بها نحو طريق الحق وهي يبعث عبر خطاباته رسائل عن تهذيب النفس ومخاطبة الاعداء والتي رسمت الخارطة المثالية لحور المقاومة في عموم العالم وهي تلاقي اخطر العصابات الارهابية والتي تمكنت من الحاق الهزيمة بها ورفد التاريخ بسطور تعجز الاقلام عن كتابتها ولا الاوراق عن احتضانها لدورها البطولي الكبير في النصرة على الباطل .