ليس مشهداً سينمائياً، بل هو واقعٌ مريرٌ يعايشه العراقيون كل عام. صيفٌ قاسيٌ ودرجات حرارة ترتفع بشكل غير محتمل، بينما تتواصل معاناتهم مع انقطاع الكهرباء المتكرر الذي لا يتوقف. ومع بداية فصل الصيف، يتجدد السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستتمكن الحكومة من توفير الطاقة اللازمة للعيش في فصل عالصيف القاسي؟
الأزمة ليست جديدة، بل هي امتداد لسلسلة من التحديات التي تواجهها شبكة الكهرباء العراقية. فالنقص في الغاز، وهو العنصر الأساسي لتشغيل محطات الطاقة، يتفاقم مع كل يوم يمر. العراق كان قد اعتمد بشكل رئيسي على الغاز الإيراني لتلبية احتياجاته، ولكن مع انتهاء الاستثناء الأمريكي، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا. أزمة لا تُحتمل، ولا حلول واضحة في الأفق.
ومع تزايد انقطاع الكهرباء، يصبح الوضع أكثر تأزمًا. الحرارة المرتفعة تضاعف من معاناة المواطنين، في وقت أصبحت فيه الكهرباء من أساسيات الحياة اليومية. النقص في الطاقة يضع العراق على شفا أزمة اقتصادية أخرى، مع تأثيرات سلبية على الصناعة والتجارة، مما يزيد من الضغوط على الناس الذين باتوا يواجهون صيفًا لاهبًا بدون كهرباء.
وتبقى احتمالات تصاعد الاحتجاجات الشعبية حاضرة بقوة هذا العام. فالشوارع قد تشهد مواجهات جديدة، إذا استمرت الحكومة في إهمال معالجة هذه الأزمة التي تنذر بتفاقم الأوضاع. وبينما يواصل العراقيون حياتهم وسط الظلام، تظل آمالهم معلقة على قدرة الحكومة في التوصل إلى حلول جذرية لهذه الأزمة، التي يبدو أن فصولها لن تنتهي قريبًا.