كتب: المحرر السياسي
لم يكن خبر إقالة رئيس هيئة الحـ،،شـد الشعبي، فالح الفياض، مجرد تسريبٍ إعلامي عابر، بل تحوّل إلى قضية رأي عام مشتعلة على مختلف المنصات الإعلامية. تداخلت فيها الحسابات السياسية والتوازنات داخل الإطار التنسيقي، وطرحت تساؤلات حول مدى واقعية هذا القرار، ومن يقف خلفه، وما هي تداعياته المحتملة على مستقبل الحـ،،شـد والمشهد السياسي في العراق.
يُعرف فالح الفياض بكونه أحد الشخصيات المحورية في الإطار التنسيقي، ومن أكثر القيادات قربًا من الحكومة الحالية. ومنذ تسلمه رئاسة هيئة الحـ،،شـد الشعبي عام 2015، لعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الحـ،،شـد وإدارته سياسياً وأمنياً. ومع ذلك، فإن التغييرات السياسية التي يشهدها البلد، والمنافسة الحادة داخل الإطار التنسيقي نفسه، جعلت الحديث عن إقالته يأخذ طابعًا أكثر جدية.
التسريبات الإعلامية أشارت إلى أن هناك تحركات داخل الإطار لإجراء تغييرات في بعض المناصب القيادية، ومنها رئاسة هيئة الحـ،،شـد الشعبي، وسط مساعٍ لإعادة ترتيب الأوراق بما يتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة. لكن سرعان ما خرج هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، لينفي وجود أي قرار رسمي بهذا الشأن، مشيرًا إلى أن الإطار لم يجتمع ولم يتخذ أي قرار يتعلق بإقالة الفياض.
ويرى مراقبون أن هناك عدة عوامل تقف وراء إثارة هذه القضية، من بينها:
1. الصراع على النفوذ داخل الإطار التنسيقي: فمع اقتراب انتخابات 2025، تسعى بعض القوى السياسية إلى تعزيز مواقعها، مما يجعل تغييرات كهذه جزءًا من إعادة ترتيب مراكز القوى.
2. الرغبة في ضخ دماء جديدة داخل الحـ،،شـد الشعبي: يعتقد البعض أن المرحلة الحالية تتطلب قيادة جديدة للحـ،،شـد، تعكس طبيعة التطورات الأمنية والسياسية الجارية.
3. تحركات نوري المالكي: تشير تقارير إلى أن رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، يدفع بقوة نحو ترشيح شخصية مقربة منه لهذا المنصب، ما يعكس طبيعة التنافس داخل الإطار.
4. الضغوط الإقليمية والدولية: لا يمكن إغفال تأثير العوامل الخارجية، خصوصًا مع التطورات الإقليمية، ومحاولة بعض الأطراف إعادة تشكيل موازين القوى في العراق.
وفي ظل نفي العامري، لا تزال القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات. فإما أن يكون الحديث عن الإقالة مجرد تسريب إعلامي هدفه اختبار ردود الأفعال، أو أنه جزء من ترتيبات فعلية تجري خلف الكواليس. لكن المؤكد أن أي تغيير في قيادة الحـ،،شـد الشعبي لن يكون قرارًا سهلاً، وسيمر عبر تفاهمات معقدة داخل الإطار التنسيقي وبين القوى الفاعلة في المشهد السياسي.
وستحمل الأيام المقبلة تطورات جديدة، لكن ما جرى يكشف عن مدى احتدام الصراع السياسي، وأن كل موقع قيادي في الدولة العراقية بات ساحة للتجاذبات، في ظل التحضير للمرحلة المقبلة، حيث تتشابك الحسابات الانتخابية مع التوازنات الأمنية والسياسية.