بغداد - بغداد الإخبارية
الإدمان على المخدرات ليس مجرد أزمة صحية أو اجتماعية عابرة، بل هو مأساة تتغلغل في عمق المجتمع العراقي، خاصة مع تزايد أعداد الشباب الذين يقعون في فخ التعاطي. هذه الفئة، التي كانت تُنتظر منها المساهمة في بناء الوطن، باتت رهينةً لدوامة الإدمان التي تدمر صحتهم وأحلامهم، وتجعلهم غير قادرين على مواجهة تحديات الحياة.
ولا تقتصر الأضرار الصحية الناجمة عن الإدمان على تدهور الكبد والكلى والجهاز العصبي، بل تتعداها إلى معاناة نفسية حادة، حيث يصبح الأمل معدومًا، وتسود حياة المدمن الاكتئاب والقلق. وفي الوقت نفسه، تتأثر الأسرة والمجتمع بشكل عميق؛ إذ يؤدي الإدمان إلى زيادة البطالة والفقر، ويحول حياة الأسر إلى معاناة يومية.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني صفاء الأعسم: “خطر المواد المخدرة يفوق خطر الإرهاب بنحو 12 ضعفًا”. وأشار إلى أن انتشار المخدرات والاتجار بها بدأ بعد عام 2006، كاشفًا عن ضبط القوات الأمنية أربعة معامل كبرى لإنتاج المخدرات في العراق، أكبرها في محافظة السليمانية، إلى جانب مزرعة متكاملة لزراعة المواد المخدرة، إضافة إلى معامل أخرى في محافظات النجف والبصرة وواسط.
وأوضح الأعسم أن تعاطي المخدرات يتركز بشكل خاص في المحافظات الجنوبية، مثل البصرة التي تأتي في المقدمة، تليها بغداد، فيما تنتشر تجارة المخدرات في مختلف مناطق العراق، بما في ذلك بعض المحافظات الغربية.
ووفقًا لتقرير سابق للأمم المتحدة، صادرت السلطات العراقية عام 2023 رقمًا قياسيًا بلغ 24 مليون قرص كبتاغون، بقيمة تتراوح بين 84 مليون دولار و144 مليون دولار، حسب أسعار الجملة. وأشار التقرير إلى أن مضبوطات الكبتاغون زادت بمقدار ثلاثة أضعاف بين عامي 2022 و2023، مما يعكس تفاقم المشكلة بشكل خطير.
وفي مايو الماضي، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن حكومته ستتعامل مع المخدرات باعتبارها “تهديدًا إرهابيًا”، مؤكدًا إطلاق إستراتيجية وطنية مكثفة لمكافحة المخدرات للفترة 2023-2025، بهدف الوصول إلى عراق خالٍ من المخدرات.
المخدرات مأساة إنسانية عميقة تتطلب منا جميعًا الوقوف صفًا واحدًا لمواجهتها. إن مد يد العون لشبابنا الذين يقعون في هذا الفخ هو واجب وطني وأخلاقي، لضمان مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا للجميع.
#بغداد_الإخبارية
#الإدمان
#المخدرات
#الشباب_المستقبل