انتقد المستشار القانوني أمير الدعمي الفوضى التي تعيشها شوارع العاصمة بغداد، مشيرًا إلى الازدحامات التي أصبحت ظاهرة يومية فوق المجسرات وتحتها، لافتاً أن السبب الرئيس وراء هذه الازدحامات هو التفكير المشلول، حيث يعتقد البعض أن بناء المجسرات هو الحل الوحيد للمشكلة دون أن يتم معالجة الأسباب الرئيسية مثل زيادة السيارات والبناء العمودي العشوائي، الذي يعد أحد أبرز أسباب فوضى المدينة.
وأشار الدعمي إلى أن اصطفاف السيارات في الاتجاه المعاكس أمام مرأى ضباط المرور يعد أمرًا غير مقبول، بينما تواصل مديرية المرور انشغالها بجمع الغرامات والروتين، دون أن تقوم بدورها الفعال في تنظيم حركة المرور، ونوه إلى أن البنى التحتية في بغداد تشهد تدهورًا كبيرًا، حيث تشوهت ملامح المدينة في كل من شرقها وغربها نتيجة البناء العمودي العشوائي، مما فاقم الأزمات مثل الضغط على شبكة الكهرباء والصرف الصحي.
وفي سياق متصل، حمل الدعمي المسؤولين في بغداد مسؤولية ما أسماه بـ "التصحر" في المدينة، حيث أصبحت بغداد تفتقر إلى المساحات الخضراء بسبب الإهمال المتعمد لزراعة الأشجار،مضيفاً أن الفوضى قد طالت أيضًا القطاع التجاري، حيث انتشرت المطاعم والأسواق والكافيهات بشكل عشوائي، دون دراسة جدوى أو تنظيم، مما يعكس واقعًا اقتصاديًا مأساويًا، حيث يهيمن حيتان الفساد على أغلب هذه المشاريع.