(على المحك): ح 3
كتب: المحرر السياسي- بغداد الأخبارية
ضمن سلسلة “على المحك”، نتابع مسيرة الأحزاب السياسية العراقية التي تطمح للتغيير، والظروف التي تواجهها في سعيها لتحقيق أهدافها. واليوم، نسلط الضوء على حزب "تقدم"، الذي أطلقه رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، والذي بات يشكل أحد أبرز الوجوه السياسية في العراق في المرحلة الراهنة.
حزب "تقدم" الذي تأسس كحزب سياسي رسمي في محافظة الأنبار، يمثل مشروعًا سياسيًا انبثق من رحم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها العراق. وحمل الحزب في بداية ظهوره مشروعًا إصلاحيًا طموحًا. ومن خلال برنامجه السياسي، أكد الحزب على ضرورة تحديث النظام السياسي العراقي، وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، مع تبني النهج الوطني الجامع الذي يضع مصلحة العراق فوق كل الاعتبارات.
لكن، كما هو الحال مع أي حزب سياسي طموح في بلاد معقدة مثل العراق، اصطدم حزب تقدم بعقبات كبرى، أبرزها غياب الاستقرار السياسي، والصراع المستمر بين القوى التقليدية.
الحزب الذي بدأ كحركة شبابية، يواجه الآن ضغوطات هائلة تحاول تهميشه في معترك السياسة العراقية التي تتحكم فيها القوى القديمة. ورغم محاولاته المستمرة للتمسك بمبادئه الإصلاحية، فإن الواقع فرض عليه التكيف مع الظروف المحيطة، مما جعله عرضة للنقد من بعض قواعده الشعبية التي ترى في مواقفه تغييرات قد تؤثر على مبادئه الأصلية.
رغم التحديات، فإن الحزب استطاع أن يحجز له مكانًا في الحوارات السياسية، حيث نجح في تقديم نفسه كبديل للسياسات القديمة التي تهيمن على المشهد العراقي. وعلى الرغم من ذلك، فالحزب نجح في ترجمة شعبيته في محافظاته إلى نتائج فعالة في صناديق الاقتراع، مما يضعه أمام اختبار حقيقي لقدرته على التوسع والتأثير.
اليوم، يقف حزب تقدم عند مفترق طرق حاسم. إذا أراد الحزب أن يظل في صدارة المشهد السياسي، عليه أن يواجه الانقسامات الداخلية، ويعيد بناء الثقة مع قاعدته الشعبية. عليه أن يعزز من استراتيجياته التنظيمية، ويركز على تطوير برنامج سياسي عملي يعالج القضايا اليومية التي يعاني منها المواطن العراقي.
إن حزب تقدم بحاجة إلى إحداث تحول حقيقي في خطابه السياسي، والابتعاد عن الشعارات العامة التي لا تلامس حاجات الناس الحقيقية.
الحزب الذي بدأ كحلمٍ شبابي يسعى للتغيير، يبدو اليوم في رحلةٍ لا تزال مليئة بالأسئلة: هل سيستطيع تجاوز هذه التحديات ليحقق مشروعه السياسي؟ أم سيظل يراوح مكانه في دائرة الوعود غير المحققة؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل هذا الحزب، خاصة في ظل الأزمة السياسية المستمرة في العراق، حيث لا مكان للفراغ أو التأخير. حزب تقدم، اليوم، على المحك.