دمشق - وكالة بغداد الإخبارية
في تحول ملحوظ لزعيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، بدا جليًا أن شخصيته وسلوكه قد شهدوا تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة.
بعد سنوات من الظهور المتشدد، الذي ميزه بمظهره الكثيف اللحية والزي العسكري، ظهر الجولاني في عدة مناسبات بلحية قصيرة ورباط على الرأس، مما يعكس تحولًا لافتًا في مظهره وخطابه.
عندما برز الجولاني على الساحة السورية عام 2011، كان يُعرف بمواقفه المتصلبة تجاه النظام السوري والقوى الإقليمية والدولية. تبنى أسلوبًا قاسيًا في مواجهة النظام وأطلق العديد من التصريحات التي كانت تركز على محاربة “الطغاة” وفق أيديولوجية سلفية متشددة، ما جعل جبهة النصرة أحد أبرز الأسماء في الساحة العسكرية السورية.
ومع مرور الوقت، بدأ الجولاني يظهر تحولًا في سلوكه السياسي والعسكري، حيث تبنى خطابًا أقل تشددًا ومرونة تجاه بعض القوى الإقليمية مثل تركيا، بل وبدأ يُظهر مواقف أقل حدة تجاه النظام السوري، مشيرًا إلى ضرورة تركيز الجهود لمواجهة التهديدات الأكبر.
ظهرت هذه التحولات بشكل واضح في تصريحات الجولاني الأخيرة، حيث قال: “النظام السوري ليس العدو الأكبر، بل هناك تهديدات أخرى تتطلب تضافر الجهود لمواجهتها”، وهو ما فسر على أنه مؤشر لتوجهه نحو استراتيجية أكثر اعتدالًا في المرحلة المقبلة.
العديد من المحللين يرون أن هذه التحولات جاءت نتيجة لضغوط عسكرية وسياسية، حيث تواجه “هيئة تحرير الشام” تحديات كبيرة على الأرض من قبل قوات النظام والفصائل الأخرى، إضافة إلى تغيرات في البيئة الإقليمية والدولية. التفاعل مع تركيا وأزمة العلاقات مع بعض القوى قد دفع الجولاني إلى إعادة تقييم استراتيجياته.
وتظل التغييرات في سلوك الجولاني محط مراقبة، حيث ستؤثر هذه التحولات بشكل كبير على مستقبله السياسي والعسكري في سوريا. فهل ستمضي “هيئة تحرير الشام” في سياستها الجديدة أم ستظل محافظة على نهجها القديم؟
#الجولاني
#هيئة_تحرير_الشام
#سوريا
#التحولات_السياسية