دمشق -خاص (وكالة بغداد الاخبارية)- سجن صيدنايا، الواقع شمال دمشق، يُعد من أكثر السجون رهبة في العالم. افتُتح عام 1987 بتصميم هندسي أشرف عليه مهندسون سوفييت، ويثير تصميمه المثير للجدل الكثير من التساؤلات، إذ يبدو شكله الخارجي مُحاكياً لشعار شركة مرسيدس.
التصميم ليس مجرد عامل جمالي، بل يُمثل استراتيجية أمنية صارمة؛ فالهيكل الدائري وتنظيم الزنازين في دوائر متراكزة حول نقطة مراقبة مركزية، يمنح الحراس رؤية شاملة لكل أرجاء السجن دون الحاجة إلى التنقل. هذا النظام الهندسي يعكس رغبة في السيطرة المطلقة على المعتقلين.
على مدار العقود، تحول سجن صيدنايا إلى رمز للقمع في سوريا. بدأ كمنشأة لاحتجاز العسكريين المخالفين والنشطاء السياسيين، لكنه أصبح مركزًا للاعتقال بعد غزو العراق في 2003 والحرب الأهلية السورية في 2011، حيث احتُجز فيه آلاف المتهمين بالانتماء لجماعات معارضة أو إرهابية.
وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، يوصف السجن بأنه “مسلخ بشري”، حيث يُمارس فيه التعذيب الممنهج والإعدامات الجماعية في ظروف قاسية تؤدي غالبًا إلى الوفاة.
وبعد سقوط نظام الاسد في 8 ديسمبر 2024، اقتحمت المعارضة السورية المسلحة السجن وحررت آلاف المعتقلين، لكن الناجين كشفوا عن ممارسات لا يمكن تصورها داخل السجن، من بينها الإكراه على القتل أو تقديم لحوم بشرية كطعام.
رغم تحرير بعض المعتقلين، لا تزال هناك سجون خفية داخل صيدنايا، محصنة بأبواب حديدية وأنظمة أمنية معقدة، لتبقى صورة السجن شاهدة على واحدة من أشد حقب القمع في تاريخ سوريا.