بغداد (وكالة بغداد الاخبارية)- تشهد العاصمة بغداد، اليوم الجمعة، اجتماعًا ثلاثيًا بين وزير الخارجية فؤاد حسين ونظيريه الإيراني عباس عراقجي والسوري بسام صباغ، وذلك لبحث مستجدات الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وأكدت الحكومة العراقية خلال الاجتماع على ضرورة النأي بالنفس عن الصراع السوري وعدم الانخراط في القتال الدائر هناك. وفي الوقت نفسه، شددت على أهمية حماية الحدود العراقية من أي تهديدات ناتجة عن التصعيد في سوريا، حيث تسعى الفصائل العراقية إلى التصدي لأي زحف إرهابي قد يستهدف المدن العراقية، خاصة مع وجود حواضن لم تهدأ بعد.
وأعلنت السلطات العراقية رفع جاهزية قواتها وتحصين الحدود مع سوريا، في ظل تصاعد الاشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري. وذكرت صحيفة *واشنطن بوست* أن مسلحين من الفصائل العراقية وحزب الله اللبناني تقدمت باتجاه سوريا لموازنة الكفة أمام الدعم الأمريكي والتركي للفصائل المعارضة.
وفي واشنطن، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، إلى أن الفراغ الأمني الناتج عن سياسات النظام السوري أدى إلى عودة نشاط تنظيم داعش في المنطقة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للعراق. وأضاف رايدر أن الولايات المتحدة تعمل مع التحالف الدولي لمنع صعود داعش مجددًا، مشددًا على أهمية خفض التصعيد.
وتسعى إيران من خلال دعمها للنظام السوري إلى موازنة الدعم الأمريكي والتركي الذي يهدف، بحسب محللين، إلى إسقاط نظام الأسد وتفتيت سوريا. وتعتبر إيران أن استقرار سوريا ضرورة استراتيجية للحفاظ على محور المقاومة، خاصة في مواجهة مخططات صهيونية سابقة تهدف إلى إضعاف حزب الله والقضاء على المقاومة في غزة.
داخليًا، حذر المحلل السياسي، الدكتور عقيل عباس، من الانقسام بين الحكومة العراقية التي تسعى للنأي بنفسها عن الصراع السوري، وبين الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تعتبر تدخلها دفاعًا عن العراق من تهديد الإرهاب. وأكد عباس أن هذه المواقف تعكس أولويات متباينة، مشيرًا إلى أن ضعف النظام السوري وانسحاب حزب الله والقوات الروسية أفسح المجال لقوى محلية لتحقيق مكاسب على الأرض.
فيما اكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن العراق سيبذل كل الجهود لحماية أمنه وأمن سوريا، لكنه شدد على ضرورة عدم الانخراط في أي قتال خارج أراضيه. بالمقابل، دعت الفصائل المسلحة العراقية إلى تعزيز حماية الحدود ومنع أي تهديد إرهابي قد يتسلل إلى الداخل العراقي.
يجسد الاجتماع الثلاثي في بغداد مرحلة جديدة من التنسيق بين العراق وسوريا وإيران في ظل تصعيد عسكري متزايد في سوريا. وبينما تسعى الحكومة العراقية للحفاظ على أمن حدودها ودرء تداعيات الأزمة السورية، تواجه تحديات داخلية وخارجية في ظل تضارب المصالح الإقليمية والتوترات الدولية.
يبقى التساؤل: هل يستطيع العراق تحقيق التوازن بين حماية حدوده وعدم الانخراط في النزاعات الإقليمية؟
#اجتماع_بغداد
#الأزمة_السورية
#العراق_يحمي_حدوده
#رفض_الإرهاب
#توازن_إقليمي