العراق في ظل تطور الاحداث في لبنان وغزة.. هل سيبقى بعيداً عن نار الحرب
محلية-بغداد الاخبارية
فرضت حرب العدوان الصهيوني على غزة ولبنان تداعيات كبيرة على العراق والمنطقة فقد شهد العراق العديد من التظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية و التي تندد بجرائم العدوان على غزة ولبنان وتبارك هجمات المقاومة وقد شملت المواقف العراقية تحركات سياسية رسمية، منها قد تم عقد اجتماع خاص لمجلس النواب، كما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى تظاهرات مليونية لدعم القضية الفلسطينية ، كما وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بخطابه في (قمة القاهرة للسلام)، الهجمات الإسرائيلية على غزة بـ(الجريمة) و(الإبادة الجماعية) وطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ومن جانب اخر أرسل العراق ثلاث دفعات من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتبرع بعشرة ملايين لتر من الوقود لمستشفيات القطاع المحاصر .
لكن العراق لم ولن يكتفي بذلك فقد اخذت فصائل المقاومة على عاتقها شن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على مواقع عسكرية يوجد فيها جنود أميركيون، هي قاعدتا فيكتوريا قرب مطار بغداد وعين الأسد غرب العراق وحرير في أربيل كما لم تكتفي بضرب القواعد العسكرية الامريكية في العراق بل ذهبت الى شن هجمات استهدفت فيها مواقع عسكرية في إسرائيل، وقد ربطت بعض الفصائل مشاركتها المسلحة في الحرب، بالتدخل الأميركي المباشر في العمليات الإسرائيلية وايمانا منها بواجب الدفاع عن القضية الفلسطينية .
ومع التطور المتسارع للاحداث في المنطقة يرى مراقبون ان في حال توسع الصراع ودخل العراق بشكل رسمي الحرب واستمر تعرض القواعد الامريكية في العراق للهجمات فمن المتوقع تدهور علاقة العراق مع الولايات المتحدة، و ان ذلك سيتسبب بمتاعب سياسية واقتصادية للعراق، فجميع أموال العراق من مبيعات النفط محفوظة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بناء على اتفاق سابق مع الحكومة العراقية، ويمكن لواشنطن أن تقوم بتعطيل صرفها وربما حجبها، وحينها ستفشل الحكومة تمامًا بتأدية التزاماتها تجاه مواطنيها، وقد تنفجر أزمة سياسية واجتماعية وأمنية و تستغل تنظيمات ارهابية الفراغ الأمني الناجم عن مثل هذه التطورات لشن هجمات أو تحقيق مكاسب، وسيزداد الأمر تعقيدًا إذا ما قامت القوات الأميركية بهجمات مسلحة ضد مواقع فصائل المقاومة داخل العراق أو عمليات اغتيال ضد قياداتها .