اليورانيوم : إرث الحرب الذي لا يزال يطارد سكان العراق
محلية-بغداد الاخبارية
أبرزت دراسة جديدة أجراها باحثون من عده جامعات عراقية المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام اليورانيوم المنضب في الصراعات العسكرية.
وتشير النتائج المنشورة بدورية “راديشين فيزيكس آند كمستري”، بعد تحليل مكثف لعينات الدم وجود ارتفاع تركيز اليورانيوم في دم مرضى سرطان الدم، مقارنة بالأفراد الأصحاء من عدة محافظات عراقية، بما في ذلك بغداد والبصرة والموصل
وغيرها،وباستخدام جهاز كشف أثر نووي متخصص يسمى “سي آر- 39″، وجد الباحثون أن تركيزات اليورانيوم في مرضى اللوكيميا تتراوح من 1.47 إلى 4.57 ميكروغرامات/لتر، وهي أعلى بكثير من المستويات الموجودة لدى الأفراد الأصحاء، والتي تتراوح من 0.56 إلى 2.26 ميكروغرام/لتر.
وللمقارنة، فإن حد الأمان المقبول دوليا لليورانيوم في الدم، وفقا للجنة الدولية للحماية من الإشعاع هو 0.810 ميكروغرام/لتر ،وأظهر التحليل الإحصائي للدراسة وجود صلة واضحة بين زيادة تركيزات اليورانيوم في الدم وارتفاع معدل الإصابة باللوكيميا، خاصة في المناطق المتضررة بشدة من العمليات العسكرية التي تنطوي على اليورانيوم المنضب ،وقد عزا الباحثون هذا الارتفاع في مستويات اليورانيوم في الدم إلى التلوث البيئي الناتج عن استخدام اليورانيوم المنضب في المعارك، حيث يمكن لليورانيوم المنضب أن يدخل جسم الإنسان من خلال استنشاق الغبار، أو تناول الماء أو الطعام الملوث، أو من خلال ملامسة الجلد مباشرة، وبمجرد دخوله الجسم، يتراكم اليورانيوم في العظام والأعضاء، ويمكن أن يعود لاحقا إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك اللوكيميا، وفشل الكلى، وأمراض الجهاز التنفسي، والعيوب الخلقية.
وحسب أحدث التقارير، يشهد العراق زيادة في أعداد مرضى السرطان، حيث يتلقى أكثر من 30 ألف مريض بالسرطان العلاج حاليا، وكثير منهم يقيمون في مناطق معرضة لتلوث اليورانيوم المنضب.
وفي السياق ذاته قال المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور يسري أبو شادي، ان إرث الحرب لا يزال يطارد سكان العراق، ويترك بصمته في صحتهم، وهذه الدراسة بمنزلة جرس إنذار لبذل مزيد من الجهود المحلية والدولية لمعالجة.
ويؤكد هذا البحث أهمية معالجة العواقب البيئية والصحية طويلة الأمد لاستخدام اليورانيوم المنضب في الحرب، والحاجة الملحة لجهود إزالة التلوث والتنظيم الأكثر صرامة لنشر اليورانيوم المنضب في الصراعات العسكرية.