كتب : المحرر السياسي
يستعد منتخب العراق لخوض واحدة من أهم محطاته في طريقه نحو كأس العالم 2026، وذلك عبر الملحق الآسيوي الذي يمثل الأمل الأخير للعودة إلى المونديال بعد غياب دام عقوداً. وجاء تأهل المنتخب العراقي إلى هذه المرحلة بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته خلال التصفيات الآسيوية النهائية، ليجد نفسه أمام فرصة جديدة لكنها محفوفة بالتحديات.
ووفقاً لنظام الملحق، تم تقسيم المنتخبات إلى مجموعتين تضم كل منهما ثلاثة فرق، حيث وقع العراق في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية وإندونيسيا. ويتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، فيما يخوض صاحبا المركز الثاني مواجهة فاصلة لتحديد الفريق الذي سينتقل إلى الملحق العالمي بين القارات.
وسيخوض منتخب العراق أولى مواجهاته أمام إندونيسيا يوم السبت 11 تشرين الأول على ملعب الإنماء في جدة، قبل أن يواجه المنتخب السعودي يوم الثلاثاء 14 من الشهر ذاته في مباراة مرتقبة ينتظرها الشارع الرياضي العراقي بفارغ الصبر.
وقد وصلت بعثة المنتخب إلى جدة لبدء التحضيرات، بعد أن رفع الجهاز الفني عدد اللاعبين إلى 29 لاعباً، إثر استدعاء محمد جواد بدلاً من علي الحمادي الذي غاب لأسباب طبية. وضم الهجوم أسماء بارزة مثل أيمن حسين ومهند علي ، ما يعزز من القوة الهجومية لأسود الرافدين في هذه المرحلة الحساسة.
التحديات التي تواجه المنتخب لا تقتصر على قوة المنافسين، بل تشمل أيضاً ضغوط الجماهير والإعلام، فضلاً عن قصر فترة التحضيرات التي لم تتيح للمدرب بناء الانسجام المطلوب بين عناصر الفريق. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً بفضل الروح القتالية التي يتميز بها اللاعبون، إضافة إلى الدعم الجماهيري الكبير الذي يرافق المنتخب في كل استحقاق.
الفوز في المباراة الأولى أمام إندونيسيا سيكون مفتاح العبور إلى الدور الحاسم، إذ يمنح العراق دفعة معنوية قوية قبل ملاقاة السعودية. أما في حال التعثر، فسيكون الطريق نحو التأهل أكثر تعقيداً، مع بقاء فرصة ثانية في حال الحصول على المركز الثاني وخوض الملحق العالمي.
يُجمع المتابعون على أن مواجهة الملحق تمثل مفترق طرق حقيقياً لكرة القدم العراقية، فإما أن ينجح المنتخب في تحقيق حلم الجماهير بالعودة إلى المونديال، أو يدخل في مرحلة مراجعة جديدة لمسار طويل من الإخفاقات والآمال المؤجلة. ورغم صعوبة المهمة، فإن الإصرار والعزيمة قد يجعلان من أسود الرافدين رقماً صعباً في هذا التحدي الآسيوي الكبير.