عانى العراق لسنوات طويلة من الحظر المفروض على ملاعبه بسبب الظروف الأمنية وعدم استقرار الأوضاع، الأمر الذي حرم الجماهير من متابعة منتخباتها وأنديتها على أرضها، وأجبر الفرق الوطنية على خوض مبارياتها الرسمية في بلدان أخرى. ومع تراكم المطالبات وارتفاع الأصوات الداعية إلى إنهاء العزلة، بدأت رحلة طويلة نحو إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بقدرة العراق على استضافة المباريات من جديد.
كانت البداية من خلال تنظيم مباريات ودية محدودة داخل البلاد بإشراف الاتحاد العراقي لكرة القدم وبحضور مراقبين من فيفا، حيث تم التركيز على تحسين البنى التحتية وضمان الإجراءات الأمنية. لاحقاً جاءت مرحلة الاختبارات العملية عندما استضافت ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل مباريات ودية دولية بحضور جماهيري واسع، شكلت رسالة إيجابية إلى المجتمع الكروي العالمي حول جاهزية العراق.
وفي عام 2018 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع الحظر الجزئي عن ثلاثة ملاعب عراقية هي ملعب البصرة الدولي وملعب كربلاء الدولي وملعب فرانسو حريري في أربيل، وهو القرار الذي اعتبر نقطة تحول بارزة في مسيرة الكرة العراقية، إذ سمح بعودة المباريات الدولية إلى أرض الوطن بعد غياب امتد لسنوات طويلة.
وقد برز في هذه الجهود اسم وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد الحسين عبطان الذي لعب دوراً محورياً في إقناع الاتحاد الدولي، حيث عمل على تطوير البنى التحتية وتأهيل الملاعب بما يتوافق مع معايير فيفا، كما كثف اتصالاته الدبلوماسية والرياضية مع الاتحادات الدولية والقارية، وساهم في تنظيم بطولات ودية ودولية لإثبات قدرة العراق على الاستضافة. وبفضل هذه التحركات المتواصلة تمكن العراق من كسر العزلة التي فُرضت عليه، وعاد صوته مسموعاً في الساحة الرياضية الدولية.