تعاني العراق من أزمة مائية متفاقمة تنذر بتداعيات خطيرة على مختلف المستويات، في ظل استمرار موجات الجفاف التي تضرب البلاد منذ سنوات وتراجع مناسيب الأنهار بشكل غير مسبوق. إذ تشير التقارير إلى انخفاض كبير في واردات المياه من دول الجوار، لا سيما من تركيا وإيران، ما أدى إلى انحسار مياه دجلة والفرات وتهديد الأمن المائي للبلاد بشكل مباشر.
وقد حذر مختصون وخبراء في الموارد المائية من موجة جفاف قاسية خلال الأشهر المقبلة، مؤكدين أن المؤشرات المناخية وغياب الاتفاقيات العادلة لتقاسم المياه تنذر بموسم زراعي كارثي وانقطاع متزايد للمياه الصالحة للشرب في بعض المحافظات، خاصة في الجنوب والفرات الأوسط. وأوضح هؤلاء أن الإهمال المزمن لقطاع الموارد المائية وغياب التخطيط الاستراتيجي ساهما في تعميق الأزمة، وسط شكاوى من سوء إدارة السدود والاعتماد على أساليب ري تقليدية تهدر كميات كبيرة من المياه.
في المقابل، تحاول الحكومة التخفيف من حدة الأزمة عبر إطلاق حملات لترشيد استهلاك المياه وإنشاء مشاريع تحلية في بعض المناطق، لكن هذه الخطوات تبقى محدودة التأثير أمام حجم التحدي المائي الهائل الذي يهدد مستقبل الأمن الغذائي والاجتماعي للبلاد. ويؤكد المختصون أن العراق بات بحاجة ماسة إلى حلول جذرية تشمل تفعيل الدبلوماسية المائية، تحديث البنى التحتية، واعتماد تقنيات حديثة في الزراعة لضمان استدامة الموارد المائية وتفادي انهيار وشيك في هذا القطاع الحيوي.