على طريق كربلاء، حيث تمتزج حرارة الشمس بحرارة الشوق، يقف أياد خير الله، ابن الثالثة عشرة من البصرة، يحمل بيديه أبسط ما يمكن أن يُقدَّم وأغلاه في الوقت ذاته ، ماء بارد يروي عطش السائرين نحو سيد الشهداء.
منذ عامين، لم يغب أياد عن مواكب الخدمة، يشارك بوجه مبتسم وقلب صغير يحمل حبًا كبيرًا، مدركًا أن هذه القطرات الباردة قد تخفف عناء المسير وتزرع في النفوس دفئًا من نوع آخر.
هو لا يرى في خدمته أمرًا صغيرًا، بل حبًّا ووفاءً، ليصبح مشهده صورة صادقة لمعنى العطاء الحسيني الذي لا يعرف عمرًا ولا حدودًا.