العراق يواجه كارثة جفاف هي الأشد منذ عقود، حيث انخفضت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات إلى مستويات خطيرة، ما انعكس مباشرة على الزراعة والثروة الحيوانية ومياه الشرب. الأراضي الزراعية تتحول إلى صحراء، والفلاحون يهجرون قراهم بعد أن أصبحت غير صالحة للعيش، فيما الحكومة تكتفي بالتصريحات والمخاطبات الشكلية لدول الجوار دون حلول واقعية على الأرض.
تركيا تستمر ببناء السدود وقطع أو تقليل تدفق المياه، والعراق يقف عاجزًا بلا اتفاقات حقيقية تحفظ حقوقه المائية. في الداخل، تفتقر وزارة الموارد المائية إلى خطة طوارئ واضحة، ولا توجد مشاريع خزن استراتيجية، ولا أي تحرك جاد لمواجهة التغير المناخي الذي يزيد من الأزمة.
القرى الجنوبية تئن من العطش، والأهالي ينتظرون صهاريج المياه بدل وصول الماء إلى بيوتهم، بينما يتم رصد المليارات لمشاريع لم تُنفذ.
الجفاف لم يعد أزمة بيئية فقط، بل تهديد وجودي لسكان الريف وأمن البلاد الغذائي والاجتماعي. الدولة في حالة صمت، والمواطن يدفع الثمن، مرة بسبب الجفاف، ومرة بسبب الإهمال الحكومي المتكرر.