المؤمنون يحيون شعيرة ليلة الوحشة في محيط الضريح الطاهر لأبي الاحرار وعدد من المدن العراقية
كربلاء – بغداد الإخبارية
تحت جنح الليل، شهدت منطقة بين الحرمين الشريفين في كربلاء وبغداد ومدن جنوب العراق ليلة مهيبة، آثرها المشاركون بما عرف بـشعيرة ليلة الوحشة، التي تحاكي أجواء الظلام والوحدة التي عاشها الإمام الحسين (عليه السلام) بعد معركة الطفّ.
في هذه الليلة، أضاءت المشاعل والشموع قرب المنازل والمزارات، بينما عمّ الحزن القلوب تذكّرا بمفترق السبل يوم عاشوراء، وما تلاها من شعور بالوحدة والاغتراب. ويشير الموروث الشعبي لدى أتباع أهل البيت إلى أن هذه الشعيرة تهدف إلى إحياء ذكرى الامام الحسين (ع) في ظلّ ما شاع من فجيعة "“الوحشة"” .
في كربلاء، شهدت المواكب التعزية توافدا واسعا من الزائرين، حاملين رايات سوداء ومرددين الهتافات الحزينة، ضمن إحياء لفاجعة عاشوراء، بعزائم تتحدى مرور الوقت .
وعبّر المشاركون عن مشاعرهم بفجيعتهم باستشهاد الامام الحسين (عليه السلام) وجدّدوا بيعتهم بثبات الإيمان والانتفاضة الحاصلة في واقعة كربلاء. وبيّن بعضهم أن مواساة اهل البيت (عليهم السلام) فعل رمزي يجدد الوعد بالعهد والثبات .
وتشير المصادر التاريخية الى أن "ليلة الوحشة" التي تحييها المجتمعات الشيعية سنويا، لا تقتصر على كربلاء فحسب، بل تشمل عدة مدن ومحافظات عراقية، ويظهر أثرها كذلك في الدول ذات الأصول الحضارية الشيعية كإيران وأفغانستان وباكستان والهند حيث تجتمع العواطف الإنسانية والحزن الروحي في قالب شعائري يوحد القلوب ويجدد الروح.
فيما تعكس ليلة الوحشة مرحلة من مراحل فاجعة الفقد، إذ تبين مدى الوحدة والقهر الذي سبّبته مصيبة الإمام الحسين (ع) وتُقام في ليلة الحادي عشر من محرم او في ليلة الثالث عشر او ما يعرف بليلة دفن الاجساد الطاهرة، حيث يشعل المشاركون الشموع ويقرأون النعاوي والادعية.