مع كل يومٍ جديد، يتصاعد منسوب التوتر في الساحة السياسية، وتستمر التسريبات الصوتية في ملاحقة الأسماء الكبيرة. اليوم، عاد اسم رئيس حزب “السيادة” خميس الخنجر ليُثير الجدل من جديد، بعد انتشار تسريبات صوتية يُقال إنها له، تتحدث عن الوضع السياسي في العراق وتصفه بما لا يُحمد. تلك التسريبات التي حاول حزب “السيادة” التبرؤ منها، إلا أنها لم تكن مفاجئة للمراقبين، فالتاريخ السياسي للخنجر قد شهد الكثير من هذه الهزات الإعلامية.
لكن المفارقة تكمن في أن هذه التسريبات لم تكن الأولى من نوعها، بل هي حلقة جديدة في سلسلة من التصريحات التي استهدفت تهديد استقرار العملية السياسية في العراق. تصدُّر اسم الخنجر في هذه الأوقات الحساسة، وقبيل الانتخابات البرلمانية، يثير تساؤلات حول نوايا القائلين، وهل هذه التصريحات تندرج ضمن صراع النفوذ أم أن هناك من يسعى إلى تحريك المياه الراكدة خدمةً لأهدافه الشخصية؟
على الضفة الأخرى، يتابع العراقيون عن كثب كيف ستؤثر هذه التصريحات والتسريبات على موقف الخنجر في الانتخابات القادمة، وهل ستُساهم في تقليل شعبيته، أم أن التأثير سيكون أقل من المتوقع في ظل الوضع الراهن الذي يشهد تعدد الأصوات واللاعبين على الساحة. وفيما يبقى حزب “السيادة” ينفي ويُهدد باللجوء إلى القضاء، يبقى السؤال: هل سينجح الخنجر في تجاوز هذه العاصفة الإعلامية، أم ستكون هذه الحلقة بداية النهاية لمسيرته السياسية؟
وفي الوقت الذي تزداد فيه التساؤلات حول مواقف العديد من السياسيين العراقيين، يجد المواطن نفسه في وسط دوامة من الخلافات التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من تعميق الشرخ بين القوى السياسية التي يفترض أن تعمل معًا من أجل مصلحة البلد، دون الانزلاق في هذا التراشق الإعلامي الذي لا يعود بالنفع على أحد.