يشهد السوق العراقي خلال السنوات الأخيرة تدفقاً واسعاً للبضائع والمنتجات التركية، حتى باتت تفرض نفسها على خيارات المستهلك العراقي. من الألبسة الجاهزة إلى المواد الغذائية والأجهزة المنزلية، تحتل المنتجات التركية مكانة بارزة في المشهد التجاري المحلي، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الاعتماد الكبير، وآثاره على الاقتصاد الوطني، وهل يمكن للعراق أن يحوّل هذه التبعية إلى فرصة استراتيجية تخدم مصالحه؟
وبهذا الصدد كشف رئيس مؤسسة "عراق المستقبل" للدراسات والاستشارات الاقتصادية، منار العبيدي، عن استمرار العراق في تعزيز موقعه كشريك تجاري رئيسي لتركيا، مؤكداً أن العراق حل بالمرتبة الخامسة بين أكبر مستوردي السلع من تلك البلاد في العام الماضي.
وقال العبيدي، إن "العراق جاء ضمن الثلاثة الأوائل في استيراد 28 فئة سلعية أخرى، ما يعكس ثقله المتنامي في التجارة الخارجية التركية، حيث تمثل صادرات هذه الفئات مجتمعة نحو 25% من إجمالي صادرات تركيا العالمية".
وأضاف أن "قيمة الصادرات التركية في عام 2024 بلغت نحو 237 مليار دولار، اذ حاز العراق منها على 12 مليار دولار، ليحتل بذلك المركز الخامس بين أكبر مستوردي السلع التركية".
وأوضح أن "أبرز السلع التي يتصدر العراق استيرادها من تركيا توزعت على قطاعات عدة شملت الأثاث، مستحضرات الحليب والقمح، الخضروات، الأخشاب، مستحضرات التجميل، منتجات صناعة المطاحن، مستحضرات غذائية متنوعة، منتجات الكاكاو، منتجات مصنعة متنوعة، السجائر والتبغ، منتجات الألبان، الأعلاف الحيوانية، اللحوم، والسلع المحضرة من اللحوم والأسماك".
كما أشار العبيدي إلى أن "العراق احتل المرتبة الأولى في استيراد اللحوم بنسبة 65% من إجمالي صادرات تركيا في هذا القطاع، ومنتجات صناعة المطاحن بنسبة 33%، والمنتجات المصنعة المتنوعة بنسبة 27%".