خاص — ايات العميري
في خطوة أثارت جدلاً سياسياً واسعاً، قرر الإطار التنسيقي خوض الانتخابات المقبلة بقوائم متعددة، في ما يبدو أنه رهان محفوف بالمخاطر، بقدر ما يحمل من طموح لإعادة تشكيل المشهد الشيعي وقياس الوزن الجماهيري لكل مكون داخله.
النائب عن الإطار، عامر الفايز، كشف أن هذا التوجه يهدف إلى اختبار الثقل الشعبي لكل حزب، في ساحة انتخابية تتحول تدريجياً إلى ما يشبه "حلبة نفوذ"، حيث تُقاس الأحجام وتُرسم خرائط الولاءات.
القرار يمنح الناخبين حرية أكبر في انتقاء ممثليهم، ويعكس من جهة إيماناً -ولو ظاهرياً– بالممارسة الديمقراطية، لكن من جهة أخرى، يضع الإطار على حافة التفكك، في وقت تعاني فيه الساحة الشيعية من تراجع الثقة وتآكل الإجماع.
الخطر الأكبر لا يكمن فقط في تشتت الأصوات، بل في ما قد يتبع الانتخابات من نزاعات داخلية بين المكونات نفسها، وهو ما قد يضعف موقف الإطار التفاوضي أمام الكتل الكردية والسنية التي غالباً ما تدخل السباق بخطاب موحد وصفوف أكثر تماسكاً.
ورغم ما توحي به هذه الاستراتيجية من حيوية سياسية، فإنها تفتح الباب على مصراعيه أمام معركة شرسة قد تتحول فيها الانتخابات من أداة توحيد إلى ميدان لتصفية الحسابات داخل البيت الواحد.
في الشارع العراقي، انقسمت الآراء من يرى الخطوة مؤشراً على انفتاح ديمقراطي وتنافس صحي داخل البيت الشيعي ، بينما خشى آخرون من أن تنتهي التجربة إلى مزيد من التشرذم، ما يعيد سيناريوهات ما بعد 2021 حين أدّى الانقسام إلى فوضى تشكيل الحكومة.
ونجاح الإطار في هذه "المقامرة السياسية" مشروط بقدرته على إدارة التنافس بحكمة، وتحويل نتائجه لاحقاً إلى تحالف سياسي قوي لا إلى ساحة صراع داخلي.
فهل ينجح في تحويل تعددية القوائم إلى مصدر قوة... أم تكون بداية التشظي؟
تابعونا على مواقعنا الرسمية 👇👇
bio.link/baghdad_news