في لحظات امتزجت فيها مشاعر الفخر بالحزن، استذكر طلبة الدكتوراه في كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد زميلهم الراحل ليث محمدرضا الساعدي، الذي اغتالته رصاصات الغدر قبل أيام من موعد مناقشة أطروحته، وذلك خلال أولى جلسات المناقشة التي تلت رحيله.
الطالب أحمد القيسي، أحد زملاء الساعدي، استهل مناقشته العلمية بوضع صورة الدكتور ليث في مقدمة القاعة، قائلا بكلمات مؤثرة:
“ليث لم يكن مجرد زميل دراسة، بل كان أخا ورفيق درب. كان حلمنا أن نناقش أبحاثنا معا، لكنه رحل قبل أن يرى ثمرة جهده الطويل.”
واستذكر القيسي خلال حديثه صفات الراحل، واصفا إياه بـ”الإعلامي المثابر، والباحث الطموح، وصاحب المواقف النبيلة”، مشيرا إلى أن غيابه عن جلسات المناقشة “لم يكن غيابا عاديا، بل فقدانا لصوت علمي حرّ كان يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي”.
وشهدت القاعة لحظة صمت وقراءة الفاتحة على روح الفقيد، وسط تأثر واضح من زملائه وأساتذته الذين عبّروا عن اعتزازهم بهذه المبادرة الإنسانية، التي تعكس حجم المحبة التي كان يحظى بها الساعدي بين محيطه الأكاديمي.
ويُذكر أن الدكتور ليث الساعدي كان على وشك مناقشة أطروحته في تخصص العلوم السياسية، قبل أن يلقى حتفه في حادث اغتيال أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط العلمية والإعلامية.