هوّس الـ "جبيلي".. هكذا تُباع وجوهنا مجانا!
كتب: المحرر التقني
في عالمٍ يتلاشى فيه مفهومُ الخصوصية، لم يعد التجسسُ على البيانات مقتصرا على الحكومات وأجهزة الاستخبارات، بل دخلت الشركاتُ الكبرى على الخط، مستغلةً ثقةَ المستخدمين وتقديمَ خدماتٍ تبدو بريئةً، لكنها تحملُ في طياتِها استغلالا فجا لمعلوماتهم الشخصية.
آخرُ الابتكاراتِ في هذا المجال أطلقتها شركةُ OpenAI، بتحديثٍ جديدٍ لـ ChatGPT يتيحُ للمستخدمين إنشاءَ صورٍ بلمساتٍ فنيةٍ مستوحاةٍ من “جيبلي”، في خطوةٍ تُباع على أنها خدمةٌ مجانيةٌ مسلية، لكنها في الحقيقةِ ليست سوى وسيلةٍ لجمعِ كنزٍ من المعلوماتِ النادرةِ والنظيفةِ – صورِ البشرِ أنفسِهم!
فلماذا هذا الاندفاعُ المحمومُ نحو بياناتِ وجوهِنا؟ ولماذا تُمنحُ هذه الخدماتُ مجانا؟ الجوابُ ببساطةٍ يكمنُ في الجوعِ الدائمِ للشركاتِ التقنيةِ نحو تدريبِ أنظمةِ الذكاءِ الاصطناعي، وتحسينِ تقنياتِ التعرفِ على الوجوه، وبناءِ قواعدِ بياناتٍ ضخمةٍ تُستخدمُ لاحقًا لأغراضٍ تجاريةٍ وأمنية، وربما تُباعُ لمن يدفعُ أكثر!
أما الحمايةُ القانونيةُ فليست متاحةً للجميع، ففي أوروبا يحظى المستخدمونَ ببعضِ الضماناتِ عبر قوانينَ مثلَ GDPR، بينما في أماكنَ أخرى تسرحُ الشركاتُ وتمرحُ في فضاءِ بياناتِ الأفراد، حيثُ الموافقةُ غيرُ الواعيةِ التي يمنحُها المستخدمُ تصبحُ غطاءً قانونيًا يُسخَّرُ لمزيدٍ من استغلالِه.
وإزاءَ هذا الواقعِ، تبقى المسؤوليةُ فرديةً قبلَ أن تكونَ قانونية، فمن يمنحُ بياناتِه مجانًا عليه أن يُدركَ أنه هو المنتجُ الحقيقي، وأن ما يُعرضُ عليه على أنهُ خدمةٌ “مجانية” ليس سوى فخٍّ في سوقِ البياناتِ المفتوح.
#حماية_البيانات | #الذكاء_الاصطناعي | #الخصوصية