تقرير_حوراء هادي
مع اقتراب عيد الفطر، تستعد الأسر في مختلف الدول العربية والإسلامية لاستقبال هذه المناسبة التي تحمل معها البهجة والفرح، لكنها في الوقت نفسه تضع تحديات اقتصادية جديدة، خاصة في ظل تقلبات أسعار الدولار وتأثيره المباشر على الأسواق والأسعار.
أسعار مرتفعة ومصاريف متزايدة
يعد العيد مناسبة تكثر فيها النفقات، بدءًا من شراء الملابس الجديدة للأطفال والكبار، مرورًا بإعداد الحلويات والمأكولات التقليدية، وصولًا إلى تقديم العيديات والهدايا ومع ارتباط الأسواق المحلية بسعر الدولار، فإن أي ارتفاع فيه يؤدي إلى زيادة أسعار السلع، ما يجعل العيد عبئًا اقتصاديًا على العديد من العائلات، خاصة تلك ذات الدخل المحدود.
يقول أحمد، رب أسرة“كنت أخصص ميزانية معينة لشراء ملابس العيد لأطفالي، لكن مع ارتفاع الأسعار، وجدت نفسي مضطرًا لتقليص عدد المشتريات والبحث عن بدائل أرخص.”
الأسواق بين الركود والطلب المتزايد
في بعض الأسواق، ورغم ارتفاع الأسعار، لا تزال هناك حركة شرائية نشطة، مدفوعة برغبة الناس في الاحتفال بالعيد رغم الظروف الاقتصادية ومع ذلك، فإن بعض التجار يعانون من الركود، حيث يشتكي الكثيرون من انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين.
وفي حديثه عن الوضع الاقتصادي، يقول أحد تجار الملابس: “نحن نحاول قدر الإمكان تقديم عروض وخصومات لجذب الزبائن، لكن الدولار لا يرحم، وأسعار البضائع تتغير يوميًا، مما يضعنا أمام تحديات صعبة.”
تأثير سعر الصرف على المنتجات المستوردة
تعتمد العديد من الدول العربية على الاستيراد في توفير المواد الغذائية والملابس والمستلزمات الأخرى، ما يجعلها أكثر تأثرًا بتقلبات الدولار. فكلما ارتفع سعر الدولار، زادت أسعار هذه المنتجات، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على المستهلك.
وفي هذا السياق، يوضح محللين أن: “ضعف العملة المحلية أمام الدولار يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المعيشة بشكل عام، وليس فقط خلال الأعياد، لكن هذه الفترات تشهد ضغطًا إضافيًا بسبب زيادة الطلب على السلع.”
محاولات التكيف والتخفيف من الأعباء
لمواجهة هذا الوضع، تلجأ العديد من العائلات إلى حلول بديلة، مثل إعادة تدوير ملابس الأطفال، أو تقليل كميات الحلويات المصنوعة في المنزل، أو حتى الاعتماد على الهدايا الرمزية بدلًا من العيديات النقدية الكبيرة كما تعمل بعض الجمعيات الخيرية على توفير ملابس العيد للأسر المحتاجة، وتقديم مساعدات مالية لتخفيف الضغوط الاقتصادية عن العائلات.
يبقى العيد مناسبة خاصة مهما كانت الظروف الاقتصادية، لكن التحديات المالية التي يفرضها الدولار تجعل الفرحة مشوبة ببعض القلق وبينما تحاول الأسر التأقلم مع هذه الظروف، يبقى الأمل في تحسن الأوضاع الاقتصادية حتى تعود الأعياد إلى سابق عهدها، مليئة بالفرح دون حسابات مالية تثقل كاهل الأسر.
#بغداد_الاخبارية#عيد_الفطر#الدولار