من قدَّم دماءَ أبنائِه دفاعًا عن العراقِ وسيادتِه أحرصُ على كرامتِه من أن تُهانَ باستضافةِ من تآمرَ عليه.. ومن يتشدقُ بالسيادةِ على المنابرِ، عليه أن يحفظَها بمواقفَ واضحةٍ، لا أن يُلبِسَها رداءَ المصالحِ الضيقةِ والتفاهماتِ المشبوهة.. ومن أزعجهُ رفضُ القوى الوطنيةِ لاستضافةِ مطلوبٍ في بغداد، عليه أن ينظرَ بعينِ الإنصافِ إلى من ضحَّوا بأرواحِهم دفاعًا عن الوطن، بدلاً من محاولةِ تبريرِ قراراتٍ تتعارضُ مع كرامةِ الشهداءِ وعوائلِهم..
والأولى أن تُزعِجهُ مواقفُ التطبيعِ والتهاونِ مع من استهدفَ العراقَ وأمنَه، لا أصواتُ الرفضِ لمن يحاولُ تبييضَ صفحتِه على حسابِ دماءِ الأبرياءِ.
والمعضلةُ أن البعضَ لا يرى إلا “بروتوكولاتٍ دبلوماسيةً” تمنحُ الشرعيةَ لمن لا يستحق، لكنهُ يعجزُ عن رؤيةِ كرامةِ العراقِ وسيادتِه وهي تُنتهَكُ بقراراتٍ تَسلبُ منهُ حقَّ الرفضِ والاختيار..
ومن جديدٍ، أينَ المصلحةُ الوطنيةُ التي يتحدثونَ عنها حينَ تُستباحُ بغدادُ بدعوةٍ لا تُمثّلُ إلا انصياعًا لضغوطٍ خارجيةٍ؟ وأينَ أصواتُ الغضبِ التي تعالتْ في وجهِ أبناءِ البلدِ حينَ طالبوا بالكرامةِ الوطنيةِ، لكنها تخرسُ أمامَ قراراتٍ تُفرَضُ من وراءِ الستار؟
إنَّ السيادةَ ليست شعارًا يُرفعُ متى شاءوا، ويُدفنُ حينَ تأتي الأوامرُ، ومن يظنُّ أنَّ العراقَ ساحةٌ مفتوحةٌ لاستقبالِ كلِّ من يشاءُ تحتَ عناوينَ زائفةٍ، فعليه أن يُدركَ أنَّ هناكَ من لا يقبلُ المساومةَ على كرامةِ البلادِ، ولا يخضعُ للضغوطِ، ولا يُجاملُ على حسابِ الدماءِ التي سالتْ دفاعًا عن أرضِ العراق.